حيّاك المولى، ذهب أهل العلم إلى القول بأنّ من حق الزوجة إخفاء بعض التفاصيل أو الأخبار عن الزوج؛ والتي لا تضرّه عدم معرفتها، وليس له نفع أو فائدة منها، حتى لو لم تكن سراً؛ لأنّ ذلك قد يكون مدخلاً من مداخل الشك، ونزع السكينة، وكثرة الخواطر، وتشويش البال، وكل هذا أختي السائلة أنتما في غنى عنه؛ ويكفي أن تكوني مستقيمة في أمرك، لا تثيرين شكوك زوجك بتصرفاتك.
وينبغي الإشارة إلى بعض الأمور الهامّة التي تتعلق في هذا الأمر على نحو مباشر، وهي:
- أوجبت الشريعة الإسلامية على الزوجة ضرورة إظهار بعض الأمور، والتي لا يصحّ لها إخفاؤها؛ ومن ذلك:
- العيوب التي قد تكون في الزوجة، وتمنع الزوج من الاستمتاع بحقه الشرعي، أو كانت منفرة له؛ مما كان ظاهراً ويستدعي الاتفات إليه.
- التصرف بمال الزوج؛ إذ يجب عليها إعلام زوجها بما تأخذه وتنفقه من ماله الخاص.
- زوار بيته ومن يدخلونه في غيابه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (فأمَّا حقُّكم على نسائِكُم فلا يوطِئنَ فُرُشَكم من تَكرَهونَ، ولا يأذَنَّ في بيوتِكم لِمن تَكرَهونَ). [أخرجه الترمذي، وصحّحه الألباني]
- ذهب جمع من أهل العلم إلى أنّ الأحوط والأفضل للزوجة إخفاء بعض الأمور التي تخصّها عن زوجها، ومن ذلك:
- ما كان من ذنوبها التي سترها الله عليها؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). [أخرجه مسلم]
- ما كان من صالح الأعمال والطاعات؛ رغبة بالإخلاص وحفظ العمل الصالح كخبيئة عند الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ). [البقرة: 271]
- لا يحقّ للزوجة إخبار الزوج بما اؤتمنت عليه من أسرار الآخرين؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ). [أخرجه البخاري]