أنا شاب كنت أتعمد ضرب القطط بالليل كلما رأيتها في الشارع أمام بيتنا بدون سبب، وتبت إلى الله ونادم أشد النّدم، وأنا لا أنكر أنني كنت أعلم عن حكم ضرب القطط وقتها، وأحتاج إلى مساعدتكم في معرفة كفارة ضرب القطط، عسى الله أن يتوب عليّ.
أهلاً ومرحباً بك، وغفر الله لنا ولك. اعلم أخي الكريم أنّ ما من كفارة مخصوصة ومقدرة شرعاً للتكفير عن ذنب ضرب القطط أو تعذيب الحيوانات؛ إنما يلزمك التوبة الصادقة، والندم على ما فات، وعدم العودة إلى مثل هذه الأفعال، فإذا صحّت توبتك إلى الله -تعالى- فإنّ ذنبك هذا يُمحى كأنك لم تفعله؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (التَّائبُ من الذَّنبِ كمَنْ لا ذَنبِ له). [أخرجه ابن ماجه، وحسّنه الألباني]
وتجدر الإشارة إلى أن بعض أهل العلم أجازوا ضرب الحيوانات ضرب تأديب، أو ترويض على قدر الحاجة المعتبرة لذلك، مع تفادي الضرب على الوجه أو الوسم؛ مستدلين على ذلك بالحديث الضعيف عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اضربوا الدَّوابَّ علَى النِّفارِ ولَا تضربوها علَى العِثارِ)، [أخرجه ابن عدي، ضعيف] ويُقصد بالنفارما كان من سوء خلق الدابة، أمّا العثار فما يكون من تعثرها.
والذي أنصحك به أخي السائل بعد الاستغفار والتوبة؛ أن تحاول الإحسان إلى هذه المخلوقات، بأنّ تتفقدها بالطعام والشراب، وأن تراعي حق الله -تعالى- فيها بالرفق والعطف متى صادفتها أمام بيتك.