أتناقش مع زوجي باستمرار حول أهمية استقلال الطفل في النوم، وضرورة تعويده على النوم في غرفة لوحده، وهو غير مقتنع بذلك، وأريد معرفة حكم الشرع في نوم الطفل بين والديه، وهل هناك أضرار شرعية لذلك؟ مع الشكر.
لا حرج فيه شرعاً إذا أمِن الوالدان من اطّلاعه على عواراتهم المغلّظة، وما لا يصحّ أن يطّلع عليه الأبناء حال المعاشرة بين الزوجين.
أمّا إذا كان الطفل صغيراً جداً بحيث لم يبلغ سنّ التمييز فنومه بين والديه أفضل إذا كان بحاجةٍ إلى الاهتمام والرعاية، ولا يوجد محظورٌ شرعيٌّ في ذلك، بل لعلّ في هذا إشباعاً لحاجة الطّفل من مشاعر الحنان من والديه.
ويحسُن بالوالدين تعويد أبنائهم بعد بلوغ سنّ التمييز على الاستقلال في نومهم، وفي هذا الباب يُشار إلى ضرورة التفريق في أماكن النوم بين الأبناء الذكور والإناث، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ). [أخرجه أبو داود، حسن صحيح]
ولكن في حال نام الطفل المميّز بين والديه فيجب الانتباه حينها إلى عدم التكشّف أمامه، ولذلك أمر الله -تعالى- الطفل المميز إذا أراد الدخول على والديه في أوقات معيّنة أن يستأذن؛ خشية اطّلاعه على ما سبق الإشارة إليه، حيث يقول المولى -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ..). [النور:58]