سمعتهم في العزاء يرددون (أحسن الله عزاكم)، ولا أفهم كيف يَحسُن العزاء وفيه كلّ هذا الحزن، فما معنى مقولتهم تلك؟
حياك الله أخي الكريم، فعبارة "أحسن الله عزاءكم"، التي يقولها بعض الناس لأهل الميت، عزاءً ومواساةً لهم، فتعني أنّه يرجو ويدعو الله -تعالى- أن يخفف عنهم مصابهم، ويرزقهم الصبر الجميل على ما فقدوا، ويأجرهم عليه ويعوضهم خيراً منه في الدنيا والآخرة.
فهي عبارةٌ تقال من باب التكافل الاجتماعي ومواساة الأخ أخيه المسلم في حزنه، وهي من عبارات التعزية الجائزة شرعاً.
وقد وردت صيغ للتعزية في السنة، فعن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: (كُنَّا عِنْدَ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، فأرْسَلَتْ إلَيْهِ إحْدَى بَنَاتِهِ تَدْعُوهُ، وَتُخْبِرُهُ أنَّ صَبِيًّا لَهَا، أَوِ ابْنًا لَهَا في المَوْتِ، فَقالَ لِلرَّسُولِ: ارْجِعْ إلَيْهَا، فأخْبِرْهَا: أنَّ لِلَّهِ ما أَخَذَ وَلَهُ ما أَعْطَى، وَكُلُّ شيءٍ عِنْدَهُ بأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ، فَعَادَ الرَّسُولُ، فَقالَ: إنَّهَا قدْ أَقْسَمَتْ لَتَأْتِيَنَّهَا). "أخرجه مسلم