لما كنت أقرأ عن الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة وقفت على آية (لاتحزن إن الله معنا)، فرغبت بمعرفة سبب نزول آية (لا تحزن إن الله معنا)؟
آية (لا تحزن إن الله معنا) نزلت في سياق الحديث عن أحداث الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، إذ إنه لما كان أبو بكر الصديق مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الغار، أحس بحركة المشركين من فوق الغار، فخاف خوفًا شديدًا لا على نفسه، وإنما على حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- منه ذلك الخوف، أخذ في تسكين روعه وجعل يقول له: لا تحزن إن الله معنا.
وكما هو معلوم بقصة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهجرته سراً مع أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- نزل قوله -تعالى-: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)."التوبة:40"
فحين نزلت هذه الآية أراد الله أن يبين أنه هو متولي الدفاع عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأن النصر بيده -سبحانه- ولو لم يكن معه أحد من البشر، فجاءت الآية تبيانًا لعلوِّ قدره -صلى الله عليه وسلم- وعِظَم مكانته، وارتفاع منزلته عند ربه.