ما تفسير الآية (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون)؟ وهل هم في الجنة الآن؟
السائل الكريم، أهلا بك، إن قول الله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)، "آل عمران:169" نزل بعد غزوة أحد، وهو خطاب موجه إلى النبي- صلى الله عليه وسلم-، ومعناه: لا تظن يا محمد أن الذين قُتلوا في غزوة أحد من أصحابك أمواتًا، بل إنهم أحياء عند الله، متنعمون بما رزقهم، فرحين بما آتاهم من فضله وكرمه وعطائه.
وإن حال الشهداء ليس كحال سائر البشر، فأرواحهم حيّة عند الله -سبحانه وتعالى-، وقد ثبت في صحيح مسلم أن ابن مسعود سُئل عن الآية فقال: (أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ...)، "أخرجه مسلم" فدل ذلك على أن أرواحهم حية عند الله سبحانه وتعالى.