أنا امرأة شاهدت على التلفاز شخصاً يتحدّث عن شرح حديث السلفع، وأتذكر أنّ الجملة في الحديث الذي ذكره كانت "أقبح النساء السلفع"، ولكنّي لم أعرف معنى السلفع وصحة هذا الحديث لأنّ الحلقة كانت في نهايتها، فما صحة حديث السلفع؟
حياك المولى، هذا الحديث لا أصل له؛ إنما هو قول منسوب لعمر الفاروق، وكذلك لم أجد له تخريجاً معتبراً عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ وكل ما روي من ذلك قول لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عند تفسير قوله -تعالى-: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ)؛ [القصص: 25] أنه قال -رضي الله عنه-:
"فأقبلت إليه ليست بسلفع من النساء، لا خراجة ولا ولاجة، واضعة ثوبها على وجهها"؛ وقصد بذلك أن ابنة الرجل الصالح هذه ليست بسلفع؛ أي ليست بالجريئة قليلة الحياء، لا كثيرة الخروج والدخول من البيت، تضع على وجهها ما يحجبه عن الآخرين.
كما صح عنه -رضي الله عنه- قول: "مَا أَفَادَ امْرُؤٌ فَائِدَةً بَعْدَ إِيمَانٍ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنَ امْرَأَةٍ حَسَنَةِ الْخُلُقِ، وَدُودٍ وَلُودٍ، ومَا أَفَادَ امْرُؤٌ فَائِدَةً بَعْدَ كُفْرٍ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ شَرًّا مِنَ امْرَأَةٍ سَيِّئَةِ الْخُلُقِ، حَدِيدَةِ اللِّسَانِ".