كنت أتابع أحد الدعاة وهو يتحدّث عن حكم قول بمشيئة الله، وكان يفصّل في معنى إن شاء الله، ومعنى بإذن الله، ولم أتمكن من استيعاب الفرق بينهما، وأرغب بالاستفسار من خلالكم، ما الفرق بين إن شاء الله وبإذن الله؟ وجزاكم الله خيراً.
حياك الله السائل الكريم، وقد قال أهل العلم بعدم وجود فرق بين قول "إن شاء الله" وقول "بإذن الله"، فكلاهما يُفيد نفس المعنى والاستعمال، ويجوز استخدام كلا اللّفظيْن في تعليق مشيئة الأمر بالله -سبحانه-، وقد علّل العلماء عدم وجود فرقٍ بينهما بالعديد من النقاط، أُجمِلُها لك فيما يأتي:
قال أهل العلم بعدم وجود فرق بين هذين اللّفظيْن بسبب تقارب معناهما، فالتعليق على مشيئة الله لا يختلف عن التعليق على إذنه -عز وجل-، وكلاهما يدلّ على المشيئة العامّة.
عند التأمّل في هذين اللّفظيْن في القرآن الكريم نجد أن استخدام القرآن لهما متقارب أيضاً، فمثلاً قال الله -تعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا)، [الفرقان:10] وقال -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ). [الرعد:38]
عند النّظر في استخدام أهل العلم والمفسّرين لكلا اللّفظين نجد أنّهم لم يُفرّقوا بينهما في الاستعمال، بل على العكس فقد فسّر العديد منهم المشيئة بإذن الله، فمثلاً قال ابن عاشور -رحمه الله-: "المراد بالمشيئة إذن الله له".