أهلاً ومرحباً بك السائل الكريم، بلغ عدد المسلمين ثلاثة آلاف مقاتل، أمّا عدد الكفار فقد كان كبيراً جداً بناءً على إتفاقية عسكرية وضعوها فيما بينهم، وبيان أعدادهم كما يأتي:
وسأذكر لك أحداث غزوة الخندق فيما يأتي:
غزوة الخندق أو الأحزاب كان سببها اليهود، حيث خرج مجموعة من بني النضير إلى قريش في مكة ودعوهم للقيام بحرب ضد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فوضعوا إتفاقية عسكرية بين اليهود وقريش وغطفان، وكان لهذه الإتفاقية شروطاً أهمُها؛ أن تُشارك غطفان في جيش الإتحاد أو جيش الحلفاء بستة آلاف مقاتل.
بعدما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- بقدوم المشركين إلى المدينة أشار سلمان الفارسي -رضي الله عنه- على النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يحفر خندقاً حول المدينة يحول بينهم وبين الكفار، وقد كان طول الخندق خمسة آلاف ذراع فقسّمها النبي -صلى الله عليه وسلم- بين المسلمين ليتم حفرها.
بعد الإنتهاء من الحفر وبِدء الحصار من قِبل كفار قريش، علم النبي -صلى الله عليه وسلم- بخيانة اليهود ونقضهم للعهد، وكان ذلك بسبب زعيم يهود بني النضير حُيي بن أخطب الذي دفع يهود بني قريظة إلى خيانة عهدهم مع النبي الكريم، وتخليهم عنه وعدم الوقوف معه وقتالهم الأعداء في سبيل الدفاع عن المدينة.
عَظُم البلاء على المسلمين، وزاد النفاق والمنافقون من حولهم، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بعقد صُلح مع غطفان إلا أنه عَدل عن ذلك، بعد ما رأى من سعد بن معاذ وسعد بن عبادة الثبات والإستقامة، إذ قال سعد بن معاذ: "يا رسول الله قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان والله لا نعطيهم إلا السيف"، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " فأنت وذاك".
وقد أرسل الله -تعالى- مساعدة ربّانية لعباده المسلمين فأيدهم بالملائكة وأرسل الريح ودبَّ الرعب في قلوب الأعداء مما ساعد على انتصار المؤمنين في غزوة الخندق.