سمعت في أحد البرامج أن الخندق الذي حفره المسلمون كان كبيراً جدا، وهذا الأمر أثار فضولي لمعرفة كيف حفر المسلمون هذا الخندق الكبير؟ وبالأخص أريد معرفة كم يوم استغرق حفر الخندق في غزوة الخندق؟
حياك الله، تمّ حفر الخندق العظيم في زمنٍ قياسي؛ وهو ستة أيام ، وقد حدثت غزوة الخندق -أو غزوة الأحزاب- في السنة الخامسة للهجرة النبوية عندما تجمعت قريش ومجموعة من القبائل المشركة بتحريض ومشاركة من يهود خيبر، حيث كان عدد جيش المشركين عشرة آلاف مقاتل بقيادة أبي سفيان بن حرب.
وكان حفر الخندق بمشورة الصحابي الجليل سلمان الفارسي -رضي الله عنه-؛ حيث إن قتال هذا العدد الكبير من المشركين خطير جدا على الدولة الإسلامية الناشئة، وهي خطة كان يستخدمها الفرس في الظروف المشابهة.
وكان حفر الخندق بجهود الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- وبقيادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومشاركته في العمل بأدوات بسيطة من الفؤوس والمجارف وغيرها، وقد قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بتقسيم العمل على الصحابة الكرام لكل عشرة رجال مسافة أربعين ذراعا، أي حوالي ثلاثين متراً.
وقد كانت أبعاد الخندق النهائية بطول خمسة آلاف ذراع ، وعرضه تسعة أذرع، وعُمقه من سبعة أذرع إلى عشرة، وهذه أبعاد هائلة إذا قيست بالأدوات البسيطة المستخدمة، والأعظم من ذلك أنها أنجزت في زمن قياسي -ستة أيام- كما ذكرنا في البداية.
وهذا عمل تعجز عنه الآلات الحديثة في هذا الوقت القصير؛ ولكنها الإرادة والعزيمة والإيمان بالفكرة التي أنجحت هذا العمل العظيم، أما بعض الأحداث التي رافقت حفر الخندق:
عجز عنها الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-، فعرضوا الأمر على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقام بضربها ثلاث مرات، وكان في كل مرة يخرج ضوء عظيم، ويبشر النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة بفتح بلاد.
واستمر عدم وجودهم الطعام ثلاثة أيام، فجاء أحدهم يدعو النبي -صلى الله عليه وسلم- ومجموعة صغيرة لتناول الطعام، ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو جميع الجيش فيأكلون جميعا ولم ينقص الطعام ببركته -صلى الله عليه وسلم-.