السلام عليكم، سمعت اليوم قصة غزوة مؤتة، وكيف استشهد القادة الثلاث في هذه الغزوة ثم انتصر المسلمون بقيادة خالد بن الوليد، وأريد أن أعرف كم كان عدد المسلمين في غزوة مؤتة؟
وعليكم السلام حياك الله ونفع بك، غزوة مؤتة هي أول مواجهةٍ بين المسلمين والروم، وكان عدد جيش المسلمين ثلاثة آلاف مقاتل، يقودهم ثلاثة قادة من الصحابة -رضوان الله عليهم-، اختارهم النبي -صلى الله عليه وسلم- لقيادة المعركة على النحو التالي: زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبدالله بن رواحة -رضي الله عنهم-.
وكان عددُ المسلمين قليلٌ جداً بالمقارنة مع جيش الروم، الذي كان يقدر بمئةِ ألفٍ من الروم، ومثلهم من نصارى العرب وأتباع الروم، حتى شبَّه أحد المؤرخين جيش المسلمين وهم يخوضوا المعركة ضد هذا الجيش وكأنَّهم سفينةٌ في بحر، وكان هذا له أثر كبير في نفوس المسلمين.
واجتمعوا حتى يقرّروا هل يخوضوا هذه المعركة؟، أم يُرسلوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستفتونه؟، أم يطلبوا المدد؟؛ فقام فيهم عبدالله بن رواحة -رضي الله عنه- خطيباً، فقام بتشجعيهم على خوض المعركة، وذكّرهم أنهم خرجوا للشهادة فمِمَّ يخافون، وأنهم لا يقاتلون الناس بعدد ولا عُدة، وإنما بهذا الدين الحق.
وعندما بدأت المعركة تقدّم زيد بن حارثة -رضي الله عنه- كالأسد يقاتل الروم حتى استشهد، ثم استلم الراية جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-، فقاتل كالشجاع ليحافظ على هذه الراية حتى استشهد، ثم لحقه عبدالله بن رواحه -رضي الله عنه-، وقاتل حتى استشهد.
وقبل أن تسقط الراية أخذها عبدالله بن أقرم ودفعها إلى خالد بن الوليد، فأظهر براعته العسكرية الفريدة في القتال، واستطاع أن يُخلّص جيش المسلمين، مُوقعاً بالعدو هزيمةٍ نكراء، كان من جملتها الهزيمة المعنوية، فسمّاه النّبي -عليه الصلاة والسلام- بسيفِ الله المسلول، وبالرغم من استمرار القتال لأيام إلّا أنّ عدد الشهداء لم يتجاوز الخمسة عشر شهيداً.