قرأت مقالاً يتحدث عن غزوات النبي، فتعرض الكاتب بشكل مختصر لذكر غزوة خيبر، وقد قرأت أنّه صلى الله لعيه وسلم خرج مع الجيش، فهل كان هو قائد الجيش؟ أم أنّ هناك أحداً آخر تولى قيادة الجيش؟ فمن هو قائد غزوة خيبر؟
1 إجابة واحدة
حياكم الله السائل الكريم، النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو قائد غزوة خيبر، فقد كان -عليه الصلاة والسلام- على رأس الجيش الذي توجه لفتح حصون خيبر، واشترك بنفسه في القتال.
وقد صحّ الخبر عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أتَى خَيْبَرَ لَيْلًا، وكانَ إذا أتَى قَوْمًا بلَيْلٍ لَمْ يُغِرْ بهِمْ حتَّى يُصْبِحَ، فَلَمَّا أصْبَحَ خَرَجَتِ اليَهُودُ بمَساحِيهِمْ، ومَكاتِلِهِمْ فَلَمَّا رَأَوْهُ قالوا: مُحَمَّدٌ واللَّهِ، مُحَمَّدٌ والخَمِيسُ، فقالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: خَرِبَتْ خَيْبَرُ)، "أخرجه البخاري".
ويعتقد بعض الناس أن علي -رضي الله عنه- هو قائد جيش المسلمين في غزوة خيبر؛ والصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- هو قائد المعركة، وعلي بن أبي طالب قاد سريةً؛ لفتح أحد حصون خيبر، الذي استعصى على المسلمين فتحه.
وفي قصة فتح خيبر أن أحد الحصون استعصى فتحه على المسلمين أثناء محاصرته، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لَأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَه، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ)، "أخرجه البخاري"، وأخذ الناس يفكرون بالرجل الذي شهد له النبي -عليه الصلاة والسلام- بهذه الشهادة العظيمة، حتى رُوي أن عمر -رضي الله عنه- قال: "ما تمنيت الإمارة إلّا يومئذٍ"، راجياً أن يفوز بهذه المكانة العظيمة.
ولما كان الصباح أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بمناداة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، فقيل إنّه مصابٌ برمدٍ في عينيه، فلما جاء تفل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عينيه فشُفي -بإذن الله-، ثم أعطاه النبي الأمين الراية وأمره بالتوجه إلى الحصن لفتحه، وأرشده إلى أن يكون همه نشر الدين الإسلامي بدعوتهم وهدايتهم، لا قتلهم وقتالهم، فأيده الله -تعالى- بنصره وفتح على يديه الحصن.