كنت أشاهد برنامجاً يتحدث عن أحداث غزوة خيبر، وذكر الشيخ فيه معلومة تتعلق بصحابي حمل الراية في المعركة، ولكنني لم أحفظ اسم هذا الصحابي ونسيت المعلومة التي ذكرها، لذا أريد أن أعرف من هو الصحابي الذي أخذ الراية يوم خيبر؟
حياكم الله السائل الكريم، الصحابي الذي أخذ الراية يوم خيبر هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وغزوة خيبر جرت أحداثها في أواخر شهر محرم من السنة السابعة للهجرة.
أما قصة أخذ الراية حدثت بعدما بدأت غزوة خيبر، حيث قام أهل خيبر بالتحصن بحصونهم، وبدأ المسلمون يفتحون حصون خيبر إلا حصنين وهما: الوطيح، والسلالم حيث حاصرهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بضع عشرة ليلة.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر أنه سيعطي الراية في اليوم التالي لرجلٍ يُحبه الله ورسوله؛ لفتح حصن خيبر، فبات المسلمون وهم يتساءلون من سيكون صاحب الراية، فلما أصبح الناس ذهبوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والكل يرجو أن يكون صاحب الراية.
وأثناء ذلك سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، فقال الناس إنّ علياً يشتكي من عينيه، فأرسل رسول الله -عليه الصلاة والسلام- إليه، فأتي به، فوضع النبي-صلى الله عليه وسلم- شيئاً من ريقه في عينيه، ودعا له فبرأت عينيه، وكأنه لم يكن به أيُّ شيءٍ من الوجع، ثمّ أعطاه النبي الكريم الراية، فخرج علي -رضي الله عنه- إلى حصن خيبر، فأيده الله بنصره، وغنم المسلمون كل ما في حصون خيبر من أموالٍ وغنائم.
وقد ثبت عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ عَلِيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-، تَخَلَّفَ عَنِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في خَيْبَرَ، وكانَ رَمِدًا، فَقالَ: أنَا أتَخَلَّفُ عَنِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَلَحِقَ به، فَلَمَّا بتْنَا اللَّيْلَةَ الَّتي فُتِحَتْ قالَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا أوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، يُفْتَحُ عليه فَنَحْنُ نَرْجُوهَا، فقِيلَ: هذا عَلِيٌّ فأعْطَاهُ، فَفُتِحَ عليه)، "أخرجه البخاري"