السلام عليكم، أود السؤال عن شهداء غزوة أحد، فكم كان عددهم؟ كما أنه عندي فضول لمعرفة من هو أول شهداء هذه الغزوة؟ فمن هو أول شهداء غزوة أحد؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بدايةً بلغ عدد شهداء غزوة أحد سبعين رجلاً من المهاجرين والأنصار، ووقعت الغزوة في السنة الثالثة للهجرة، فعن أُبَيُّ بن كعبٍ -رضي الله عنه-، قال: (لَمَّا كان يومُ أُحُدٍ، أُصِيبَ من الأنصارِ أَرْبَعَةٌ وسِتُّونَ رجلًا، ومن المهاجِرِينَ سِتَّةٌ). "أخرجه الترمذي، حسنٌ غريب"
وإنّ أول شهيدٍ من بين هؤلاء السبعين، هو الصحابي الجليل أبو جابر عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، والذي قتله رجلاً من المشركين، وهو أسامة الأعور ابن عبيد، وقيل هو سفيان بن عبد شمسٍ أبو أبي الأعور السلمي، وكان دفنه مع رجلٍ آخر في قبرٍ واحد، وهو عمرو بن الجموح.
إلّا أنّ ابنه جابر لم تطب نفسه بذلك، فاستخرجه بعد ستّة أشهر ووضعه في قبرٍ آخر، إذ كان على نفس هيئته ولم يتغيّر في جسمه شيء سوى أذنه، كيف لا وهو من السابقين الأوّلين ومن أهل العقبة، ومن أهل بدرٍ، ومن النّقباء وهو الوحيد الذي كلمهُ الله -تعالى- بعد استشهاده يوم أحدٍ من دون كفاح، أيّ من دون حجاب.
ويدلّ على ذلك ما ثبت عن ابنه جابر -رضي الله عنه-، أنه قال: (لمَّا قُتِلَ عبدُ اللَّهِ ابن عَمرِو بنِ حرامٍ يومَ أُحُدٍ قالَ: رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: يا جابرُ، ألا أخبرُكَ ما قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لأبيكَ؟ قلتُ: بلَى، قالَ: ما كلَّمَ اللَّهُ أحدًا إلَّا من وراءِ حجابٍ، وَكَلَّمَ أباكَ كِفاحًا فقالَ: يا عَبدي تمنَّ عليَّ أُعْطِكَ قالَ: يا ربِّ، تُحييني فأُقتَلُ فيكَ ثانيةً قالَ: إنَّهُ سبقَ منِّي أنَّهم إليها لا يرجِعونَ قالَ: يا ربِّ، فأبلِغْ مَن ورائي، فأنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ هذِهِ الآيةَ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا الآيةَ كلَّها). "أخرجه ابن ماجة في سننه، حسن"