قرأت قبل عدة سنوات أن اسم زعيم كل من قبيلتي الأوس والخزرج هو "سعد" لكني لم أعرف الاسم كاملاً، فمن هو زعيم الخزرج؟ وأريد أن أعرف بالأخص من هو زعيم الأوس؟
أهلًا وسهلًا بك السائل الكريم، وزادك الله حرصًا وفهماً للتاريخ الإسلامي ومعرفةً لرجاله، وإليك توضيحٌ موجز حول زعيمي الأوس والخزرج:
هو سعد بن معاذ بن النّعمان بن امرئ القيس الأوسي الأنصاري البدري، شهد بيعة العقبة الثانية وكان أحد نقبائها، وكان من أطول الناس وأعظمهم جسماً، أسلم على يد سفير الإسلام مصعب بنِ عمير -رضي الله عنه-، وبإسلامه أسلم كل بني عبدِ الأشهل، فكان من أعظم الناسِ بركةً على قومه في الإسلام، وشهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بدراً.
وقد كان مشاركاً في غزوة أحد، حيث كان حارساً للنّبي -صلى الله عليه وسلم-، وجرح فيها سبع جراحات، ورمي بسهمٍ يوم الخندق، وحكم في بني قريظة، وأجيبت دعوتهُ في قومه بعد ذلك حين قال:
(اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك، من قوم كذبوا رسولك صلى الله عليه وسلم وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له، حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتتي فيها)، أخرجه البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-.
ثم انتُفض جرحه فمات شهيداً -رضي اللَّه عنه-، وكان ابن سبع وثلاثين سنة، ودُفن في البقيع، وقال فيه -صلى الله عليه وسلم-: (اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ)، أخرجه مسلم عن جابر بن عبد الله.
هو سعد بن عبادة بن دُليم بن حارثة الأنصاري، يُكنى أبا ثابت، وأُمّه عمرة، شهد العقبة مع ثلاثةٍ وسبعين رجلاً من الأنصار، وكان أحد النقباء فيها، وتجهز للخروج إلى بدر، وكان يأتي للأنصار لحثّهم على الخروج، ولكنه وُعك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لئن كان سعد لم يشهدها لقد كان عليها حريصاً) أورده الحاكم في المستدرك.
وكان سعد بن عبادة سيداً جواداً، ووجيهاً في الأنصار، ذا رياسة وسيادة في قومه، وكان يكتب بالعربيّة ويُحسن العوم والرمي، حتى سُمّي بالكامل في الجاهلية؛ لاجتماع خصال الكمال فيه، وشهد المعارك كلها، وكان صاحب راية الأنصار فيها.
وكان غيوراً شديد الغيرة، حتى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنه: (أتعجبون من غيرة سعد، لأنا أغير منه، والله أغير مني)، أخرجه البخاري، وخرج -رضي الله عنه- إلى الشام، فأقام بحوران إلى أن مات سنة خمس عشرة.