أثناء تلاوتي في سورة النساء استوقفني قول الله تعالى: (وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ) وأحتاج إلى بيان الفرق بين معنى الجار ذِي الْقُرْبَى والجار الجنب وَالصَّاحِبِ بالجنب، أرجو المساعدة مع الشكر.
حياك الله، يقول -سبحانه- في الحثّ على الإحسان إلى الناس: (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ...)؛ [النساء: 36] وقد تعددت أقوال أهل العلم في معنى الصاحب بالجنب، وبيان ذلك على النحو الآتي:
وأيّاً كان المعنى المقصود؛ فإنّ الله -تعالى- أمر بالإحسان إلى جميع الأصناف المذكورة بآيات قرآنية أخرى؛ سواء أكانت زوجة، أو صاحب سفر، أو رفيق درب. أمّا بالنسبة للمقصود بالجار ذي القربى فهو الذي يسكن بجوارك من أقاربك؛ فيكون له حق القرابة وحق الجوار، كما أنّ المقصود بالجار الجُنُب؛ الجار الذي يسكن بجوارك ولا قرابة بينكما.
وقد ذهب العلماء إلى أنّ الجار الذي بينك وبينه صلة قرابة مُقدمٌ بالإحسان والصدقات على الجار البعيد؛ استدلالاً بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّدَقةُ على المِسكينِ صَدَقةٌ، والصَّدَقةُ على ذي الرَّحِمِ اثنتانِ: صَدَقةٌ، وصِلةٌ). [أخرجه ابن ماجه؛ وصحّحه الألباني]