أريد أن أعرف إن كان لمس المؤخرة مباشرة ينقض الوضوء، حيث بحثت على الانترنت عن لمس المناطق الحساسة وعلاقتها بالوضوء، فوجدت الكلام فيها حول مس الدبر وحكمه وعلاقته بالوضوء، لكن سؤالي هو: هل لمس المؤخرة ينقض الوضوء؟
ذهب أهل العلم إلى أنّ مجرد مسّ المؤخرة لا ينقض الوضوء، ويُقصد بها المقعدة أو الإلية، أمّا إذا كان المسّ لمكان خروج الغائط "الدّبر"؛ فقد تعددت الآراء حول ذلك على النحو الآتي:
وهو مذهب الشافعية والحنابلة، وجماعة من المتأخرين من أهل العلم؛ مستدلين بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من مسَّ فرجَه فليتوضَّأْ)، [أخرجه أحمد، صحيح] معتبرين أنّ حكم مسّ الدّبر كحكم مسّ الفرج لتشابههما في التجويف؛ وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الحكم يشمل النساء والرجال على حدٍ سواء.
وهو مذهب الحنفية، والمالكية، والظاهرية، ورواية عند الحنابلة؛ مستدلين بما صحّ عن طلق بن علي -رضي الله عنه- أنّه قال: (خرجنا وفدًا حتَّى قدمنا علَى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-؛ فبايعناهُ وصلَّينا معَه؛ فلمَّا قضى الصَّلاةَ جاءَ رجلٌ كأنَّهُ بدويٌّ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ ما ترى في رجلٍ مسَّ ذَكرَه في الصَّلاةِ؟ قالَ: وَهل هوَ إلَّا مضغةٌ منكَ أو بضعةٌ منكَ؟). [أخرجه أبو داود، وصحّحه ابن حجر]
وحجتهم في هذا الاستدلال أنّ الذكر بضعة من الإنسان، وكذلك الدّبر، كما أنّ الأحاديث النبوية نصّت على انتقاض الوضوء عند مسّ الفرج أو مسّ الذكر، لا عن مسّ الدّبر.