أنا شاب تزوجت قبل شهر، وأرغب بالاستفسار عن أمور تتعلق بالطهارة، حيث يحصل أحياناً أنْ أقبّل زوجتي وأنا متوضئ؛ فهل المداعبة وتقبيل الزوجة ينقض الوضوء ويبطله؟ أرجو الإفادة.
وهو مذهب الحنفية ورواية عند الحنابلة؛ لما ثبت من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كان النبيُّ يُقَبِّلَ بعضَ أزواجِه، ثم يصلي ولا يتوضأُ)، [أخرجه أبو داود، وصحّحه الألباني] ولتفسيرهم لفظ "لامستم" في قوله -تعالى-: (أوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا)، [النساء: 43] بالجماع وليس اللمس.
وهو مذهب الشافعية ورواية أخرى عند الحنابلة؛ لعموم لفظ "لامستم" الوارد في الآية السابقة، ولأن القُبْلَة مظنّة الالتذاذ بشهوة، كما ذهبوا إلى أنّ القُبْلَة أو الملامسة لذوات الأرحام لا تُنقض الوضوء؛ لأنّها ليست محلاً للشهوة.
وهو مذهب المالكية؛ حيث ذهبوا إلى القول بأنّ القُبْلَة إن كانت على الفم فهي ناقضة للوضوء سواء أكان بشهوة أم بغيرها، وإن كانت بشهوة على سائر الأعضاء أو وُجِدَت بغير قصد مسبق فهي ناقضة للوضوء.
كما أنّ المشهور في مذهب الإمام أحمد التفصيل؛ بين القُبْلَة لشهوة التي هي ناقضة للوضوء، والقُبْلَة لرحمة التي لا تُنقض الوضوء، ولم يُفرّقوا بين الأجنبية والصغيرة في ذلك.