حياك الله السائل الكريم، بالنسبة لنصّ قول "خير الكلام ما قلَّ ودلَّ"؛ فلم يقف العلماء على حديثٍ كهذا للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا تثبت صحة نسبته له، وإنما ينسبه بعض الفقهاء إلى الصحابي علي بن أبي طالب أو ابنه الحسن -رضي الله عنهما-.
ولكن ورد في السنة أحاديث توافق ذلك، أو تدلُّ على أفضلية الاقتصار على الكلام الطيب والحسن وإلا فالسكوت أولى، وهي:
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ). "متفق عليه"
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه). "أخرجه البخاري"
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ). "أخرجه الترمذي، وصحّحه الألباني"
- جاء عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أنه قال: (قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما النَّجاةُ؟ قال: أمسِكْ عليْكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُكَ، وابْكِ على خطيئتِكَ). "أخرجه الترمذي، حسن"
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ). "أخرجه البخاري"
- عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وكَثْرَةَ السُّؤَالِ). "أخرجه البخاري"
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَمَتَ نَجَا). "أخرجه الترمذي، وصححّه الألباني"
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أطِبِ الكلامَ، و أفْشِ السلامَ، و صِلِ الأرْحامَ، و صَلِّ بالليلِ و الناسُ نِيامٌ، ثمَّ ادْخلِ الجنةَ بِسلامٍ). "أخرجه الإمام أحمد باختلاف يسير، وصحّحه الألباني"