أهلاً ومرحباً بك، وهدانا الله وإياكم إلى أحسن الأفعال. إن الحديث الذي أشرت إليه صحيح؛ أخرجه غير واحد من المحدثين كالحاكم في المستدرك، والإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والترمذي، والنسائي في سننهم، وينص الحديث على قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أيُّما امرأةٍ استَعْطرتْ فمرَّتْ على قومٍ ليجِدوا رِيحها؛ فهي زانيةٌ). [أخرجه الحاكم، صحيح]
ويقصد بالزنا في هذا الحديث؛ أن المرأة المتعطرة التي تفوح منها الروائح الطيبة أثناء مرورها بمجالس الرجال قد تتسبب بزنا النظر؛ الذي ينبع عن شهوة الرجل بالمرأة، وربما يؤدي فعلاً إلى الزنا الحقيقي بعد ذلك.
وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض أهل العلم قد ذهبوا إلى أنّ المعنية في هذا الحديث؛ هي المرأة التي تتعطر لأجل أن يجد الرجال ريحها الطيب؛ حيث كانت اللام في "ليجِدوا رِيحها" للتعليل.
أما بالنسبة لسؤالك عن آية قرآنية تنص على هذا النهي فأذكرها كما يأتي:
- قوله -تعالى-: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا.. وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ)، [النور: 31] فالعطر من الزينة التي يحرم على المرأة إبداؤها إلا لمحارمها.
- قوله -تعالى-: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)، [الإسراء: 32] وهذه الآية الكريمة تنهى عن الاقتراب من مقدمات الزنا، التي قد يكون منها التعطر واستثارة الرجال.
- قول -تعالى-: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، [آل عمران: 132] وهذه الآية تقرن بين طاعة الله وطاعة الرسول، فما وجد في سنة النبي من الأحاديث والأوامر والنهي، هو طاعة لله ولرسوله فلا ينبغي الفصل بينهما.