أنا امرأة عندي وسواس النية في الصيام، واضطر أحياناً إلى إعادة الصيام بسبب الوسواس، وأنا في حيرة من أمري، وأتساءل: هل أقضي الصيام بسبب الوسواس؟ أم أنّ الواجب إعادة الصيام بسبب الشك في النية من غير وسواس، أرجوكم أحتاج إلى توضيح.
هلاً بك السائلة الكريمة، ذهب أهل العلم إلى أنّ كثرة الوسواس في أداء العبادات، والشك في صحتها لا يلزم منه إعادة الصيام أو الصلاة ونحو ذلك؛ طالما أنّ الأمر لا يتعدى الشك وكثرة التخوّف، إلا في حال تأكدت باليقين التامّ أنّ القضاء أو الإعادة وجبت عليك، حيث ضبط العلماء ذلك بالقدرة على حلف يمين منعقد بأنّ الإعادة أو القضاء تجب بحقك.
وتجدر بي الإشارة إلى أنّ تحقيق نية الصيام أسهل بكثير مما تعتقدين، وأيسر مما يوسوس لك به الشيطان؛ حيث ذهب أهل العلم إلى القول بحصول النية لمجرد تفكيرك في الليل أنك غداً صائمة، أو بالقيام للسحور وتناوله، وبهذا تكون النية الواجبة لصيام الفريضة قد تحققت، أمّا في صيام النافلة فلا يُشترط به النية أساساً.
وعلى هذا إن تحققتِ من التفكير بالصيام في الليلة السابقة فلا حاجة لإعادة الصيام، ولكن إذا لم تنعقد نية الصيام ليلاً واستيقظت في الصباح للصيام؛ فالواجب عليك إمساك هذا اليوم إن كان فرضاً، وقضاؤه بعد ذلك؛ إذ إنّ حكم القضاء يأخذ حكم أداء الفريضة.
والذي ننصحك به مجاهدة نفسك، وعدم الالتفات لكثرة التفكر والوسوسة التي تعرض لك أثناء الصيام، وكل هذا يتأتى بالدربة والمجاهدة، ونسأل الله لك الطمأنينة والتيسير.