حياك المولى، وغفر لنا ولصديقتك. إنّ ارتداء الحجاب يعدّ فريضة فرضها الله على المسلمة المكلّفة؛ طاعة لربها، واتباعاً لهدي نبيها، وصيانة لعرضها، وحفاظاً عليه، ولا يجوز لمن التزمت بالحجاب أن تخلعه بإرادتها، كما لا يجوز لمن علمت بحكمه وفرضيته أن تجحد به، أو أن تنكره ولا تلتزم به، وعقوبة ذلك عند الله -سبحانه- عظيمة.
قال -تعالى-: (فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، [البقرة: 275] أما بالنسبة للمرض النفسي ومحاسبة العبد على أعماله في مثل هذا الحال؛ فأفصّل الإجابة على النحو الآتي:
- عدّ العلماء الأمراض النفسية الشديدة التي تؤثر على فعل الإنسان واختياره، عدّوها سبباً لعدم المؤاخذة على بعض الأفعال.
- إذا فقد الإنسان عقله في بعض الأمراض النفسية؛ رُفع عنه القلم، ولم يكن من أهل التكّليف؛ سواء أكان الفقد مؤقتاً كاملاً أو جزئياً.
- الأمراض النفسية التي يضطر الإنسان فيها إلى تناول بعض الأدوية التي تفقده طواعيته، وتحكمه بقراراته؛ يُعدّ الإنسان حينها مكرهاً على رأي أهل العلم، ولا يُؤاخذ على أعماله.
وختاماً ننصح صديقتك بالثبات والصبر، والتوبة إلى الله -سبحانه-؛ ونذكرها بأجر الصابر على همّه أو مرضه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ). [أخرجه البخاري]