كثيراً ما أسمع عن قادة المسلمين العظماء وإنجازاتهم، ومنهم القائد قطز، والقائد أرطغرل، وأريد معرفة في أي المعارك شاركوا وانتصروا؟ وهل كانوا في حقبة زمنية واحدة؟ وأريد معرفة من هم قطز وأرطغرل؟
أهلا بك وحياك الله -تعالى-، سأعرض لك في هذا المقال نبذة عن كلّ من قطز وأرطغرل وحياته ومشاركاته بالمعارك بإذنه -تعالى-، وذلك فيما يأتي:
سيف الدين قُطُز هو محمود بن ممدود بن خوارزمشاه هو سلطان مملوكي، تولّى الملك سنة 1259 وتوفي سنة 1260؛ أي إنَّ فترة حكمه دامت سنة واحدة فقط، ويُعدّ أحد أبرز ملوك مصر، ويُوصف بأنّه أحد أمراء الدولة الخوارزمية الإسلامية التي كانت مجاورة لإمبراطورية المغول.
واسم قطز هو اسمٌ أطلقه التتار عليه؛ حيث قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم إياه وهو صغير، وقد نشأ قطز نشأة الأمراء، وتدرَّب على فنون القتال على يد خاله، وبعد سقوط الدولة الخوارزمية بِيع مملوكًا في الشام، ثمَّ انتقل لمصر وبِيع مملوكًا للملك الصالح نجم الدين أيوب آخر ملوك الدولة الأيوبية.
وتعلَّم فنون القتال والخطط الحربية في مدارس المماليك، وكان مقتله بعد معركة عين جالوت بخمسين يومًا، فلمَّا عاد قطز منتصرًا من عين جالوت إلى مصر تآمر عليه بعض الأمراء المماليك بقيادة بيبرس، فقتلوه بين القرابي والصالحية ودفن بالقصير ثم نُقِل قبره بعد مُدّة من الزمن إلى القاهرة.
شارك قطز مع جيش الملك الصالح في صدّ الحملة الصليبية السابعة، وحقذق الانتصار في معركة المنصورة عام 1250، وشارك أيضاً السلطان أيبك في هزيمة الأيوبيين بقيادة الملك الناصر في معركة عند بلدة العباسة بين الصالحية وبلبيس، بالإضافة إلى أنَّه عمل على إعادة تعبئة وتجميع الجيش الإسلامي.
واستطاع إيقاف زحف التتار الذي كاد أن يقضي على الدولة الإسلامية، فهزمهم قُطُز بجيشه هزيمة كبيرة في معركة عين جالوت، ولاحق هروبهم حتى حرر الشام بأكملها من سلطتهم، فحرَّر دمشق وحمص وحلب وغيرها من مدن الشام بعد أن انتصر في عين جالوت، وشارك بمعركة غزة أيضاً التي احتلها التتار في اجتياحهم للشام.
هو أرطُغرُل بك بن سُليمان التُركماني، وُلِدَ حوالي عام 1191م وتوفي في عام 1281م بالأناضول، وهذا يؤكّد لنا أن أرطغرل وسيف الدين قطز كانا في نفس الفترة الزمنية، وأرطغرل يكون والد السلطان العثماني عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية، وقائد قبيلة قايى من أتراك الأوغوز وينحدر منهم، وكان أيضاً قائداً لقبيلة الأناضول.
على الرغم من ثبوت وجود أرطغرل تاريخياً عن طريق العملات التي سكّها ابنه عثمان الأول، والتي تُحدّد اسم والده بأرطغرل، إلا أنّه لا يوجد أي شيء آخر معروف على وجه اليقين بخصوص حياته أو أنشطته، فقيل إنه بعد انتقال قبيلة قايى إلى الحدود مع بيزنطة، قام بغزو القرى والبلدات البيزنطية المجاورة، وغزا مع الأمراء الأتراك الآخرون قلعة قره جه حصار في عام 1231-1232.
ويُروى أنّه أثناء عودته لبلاد العجم شاهد جيشين مشتبكين، ولمّا اقترب أحد الجيشين من الخسارة سارع ونزل هو وفرسانه لنجدتهم، وهاجم الجيش الثاني بقوّة حتى هزمهم شرّ هزيمة، فكافأه الأمير علاء الدين كيقُباد الثالث على مساعدته له بإقطاعه عِدّة أقاليم ومدن.
وعند وفاة أرطغرل قام الأمير علاء الدين بتعيين عثمان بن أرطغرل أصغر أولاده مكانه في الحكم، وظلَّ عثمان مخلصاً للدولة السلجوقية حتى سقطت، فقام بعدها بتأسيس الدولة العثمانية.