السلام عليكم سمعت أن أبو لهب كان عنده ولدان، وقد تزوجا من بنات الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد تطلقوا منهم بعد الإسلام، وأريد معرفة من هم أبناء أبو لهب أزواج بنات الرسول؟
2 إجابة
الحمد لله وحده، و الصلاة على من لا نبي بعده، أما بعد:
كان للنبي صلى الله عليه وسلم أربع بنات؛ زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، اثنتين منهم تزوّجتا أبناء أبي لهب وهنّ:
- رقية رضي الله عنها
تزوجها ابن عمها عتبة بن أبي لهب، و طلّقها قبل الدخول عندما نزلت آية: (تبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) "سورة المسد: 1"، ثم تزوجها عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وولدت له عبد الله، ومات وعمره ست سنوات.
- أم كلثوم رضي الله عنها
تزوجت عتيبة بن أبي لهب، وأيضاً تطلقت منه قبل الدخول مثل أختها، و بعد وفاة أختها رقية -رضي الله عنها- زوّجها النبي -صلى الله عليه وسلم- لعثمان بن عفان، فسُمّي لذلك بذي النورين.
حياكم الله، بعد أن تزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بخديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، مَنَّ الله عليه ورزقه بأربع بنات، زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة -رضي الله عنهن-، فتربّين في أكرم بيت، وكُنَ من أشرف وأنقى سلالة، وتزوّجنَ في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وابنتي الرسول -صلى الله عليه وسلم- اللَّتيْن تزوّجتا من أبناء أبي لهب:
- رقية -رضي الله عنها-
هي الابنة الثانية للرسول -صلى الله عليه وسلم-، تقدّم لخطبتها عتبة بن أبي لهب ابن عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل بعثتة النبيّ، فتزوجها، ولما بُعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- أسلمت -رضي الله عنها- وبقي عتبة على دينه، ثم تطلّقت منه قبل الدخول بها.
وكان سبب طلاقهما أمّ عتبة حمّالة الحطب وأبيه أبو لهب الذي أجبره على الطلاق منها بقوله: "رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنة محمد"، وذلك بعد أن نزلت فيهما سورة المسد: (تَبَّت يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ* سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ* وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ)، "سورة المسد:1-5" وكان في ذلك نجاة لابنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من بيت الكفر والشرك بالله
وقد أبدلها الله زوجا خيرا منه، وهو من أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان من الأولين السابقين للإسلام؛ وهو عثمان بن عفان، فكانا أول من هاجر إلى الحبشة، ورزقهم الله بولدٍ أسموه عبد الله، وكانت تلقب بذات الهجرتين، وتوفّيت -رضي الله عنها- في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، في السنة الثانية للهجرة، ودُفنت في البقيع.
- أم كلثوم -رضي الله عنها-
هي الابنة الثالثة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، تقدم لخطبتها عتيبة بن أبي لهب ابن عم الرسول، وتزوّجها، وتطلّقت منه قبل الدخول بها، وذلك بعد بعثة النبي-صلى الله عليه وسلم-، فحرّم الله -تعالى- على عتيبة الشرف العظيم بالزواج منها.
وكان سبب طلاقهما كذلك أمّه وأبيه أبي لهب، وكان ذلك بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبعد نزول سورة المسد، فعاشت في نفس الظروف التي عاشتها أختها رقية -رضي الله عنهما-.
ثم بقيت مع أختها الصغيرة فاطمة في بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- طول فترة الدعوة في مكة، وفترة الحصار في الشعب الذي دام ثلاثة سنين، وشهدت وفاة أمها، وعودة النبي من معركة بدر منتصراً، وشهدت وفاة أختها رقية كذلك، ثم تزوجت بعثمان بن عفان الذي لُقّب بذي النورين، وبعد فتح مكة في السنة التاسعة للهجرة ماتت رقية -رضي الله عنها-، ودُفنت في البقيع.