أنا رجل متزوج منذ سنوات، وكنت مضطراً للسفر والإقامة في بلد آخر بدون زوجتي، وأتساءل كثيراً عن موقف الشرع من بعد الزوج عن زوجته، وأبحث عن حلول لبعد الزوج عن زوجته عاطفياً، وأريد الاستفسار عن حكم بعد الزوج عن زوجته، وما أقصى مدة لبعد الزوج عن زوجته؟
أهلاً بك، وجمعك الله بأهلك على خير. لم يرد في هذه المسألة نص شرعي ثابت في القرآن الكريم أو السنة النبوية؛ ولكن ورد في الأثر اجتهاد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في مسألة غياب الجند عن أهلهم؛ وذلك بسؤال ابنته حفصة أم المؤمنين -رضي الله عنهما-، عن المدة التي تستطيع المرأة تحمل غياب زوجها بها؛ فأجابته بـ "خمسة أو ستة أشهر".
مما جعله يؤقت للناس أربعة أشهر في الغزو، وشهراً للسير، وشهراً للعودة؛ فتكون المدة ستة أشهر، وهذا ما تحدث به أهل العلم والاجتهاد من بعده. ومن المعلوم أن النصوص الاجتهادية تتغير بتغير الزمان والمكان.
وزمان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قريب العهد بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ خير الأزمان وأكثرها تقوى؛ أما الآن فزماننا يكثر بالمفاسد والفتن، لذا ننصحك بعدم الإطالة على زوجتك.
والاتفاق على مدة بينكما؛ سواء زادت عن ستة أشهر أم نقصت؛ فأنتما أدرى بقدرتكما على التحمل والصبر، وعلى هذا أخي الفاضل قسِ الأمور، واحرص على مرضاة الله -سبحانه-.