أخي يتطاول على زوجته بالضرب ويؤذيها لأتفه الأسباب، وأنصحه دائماً بدون فائدة، وأريد معرفة عقاب الزوج الذي يضرب زوجته عند الله، وما حكم ضرب الزوج لزوجته؟ حتى أبين له عسى الله أن يهديه ويكفّ أذاه عنها.
حياك الله، وهدانا جميعاً إلى الصواب. أجمع الفقهاء على عدم جواز ضرب الزوجة ضرباً مبرحاً، أو مهيناً، أو مؤذياً لسبب أو بغير سبب؛ والذي يضرب زوجته لا يخرج من كونه أحد الأصناف الآتية:
والله -جل في علاه- هو خصم الظالمين يوم القيامة، كما أنه لا يغفر ما كان في حق العباد؛ إلا أن يعفو صاحب الشأن؛ فتكون عقوبته بأن يأخذ المولى من حسناته، ويعطيها للمظلوم، فإن فنيت أخذ الظالم من سيئات المظلوم؛ ثم طرحت عليه، وزادت ميزان سيئاته، مما أدخله نار جهنم.
وهذا ما نص عليه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ). "أخرجه مسلم"
وهذا ما يسمى بالظلمات في قوله -عليه السلام-: (الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَومَ القِيَامَةِ). "أخرجه البخاري"
القائل في كتابه العزيز: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، "النساء: 19" والقائل: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، "البقرة: 228" كما يعد منافياً لفعل النبي وتوصياته؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ؛ فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ). "أخرجه البخاري"
ومعصية أمر الله -تعالى-، وأمر رسوله الكريم تجلب العذاب الأليم؛ يقول -تعالى-: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ). "النساء: 14"