حيّاك المولى، ذهب جمع من أهل العلم أنّ الغضب المقصود في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- هو: الغضب الحاصل بسبب التقصير في الحقوق الزوجية والشرعية، وليس في مطلق الحقوق الأخرى، وبه أفتت دائرة الإفتاء الأردنية؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ، فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ).[أخرجه البخاري]
كما ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ غضب الله -سبحانه- على الزوجة يكون في حال غضب الزوج على وجه حق؛ ومما أوجبت الشريعة على الزوجة الطاعة به، مثل أن ينهاها عن إدخال أحدٍ محدد إلى بيته بغير إذنه، أو أن تتصرف بماله دون إذنه، ونحو ذلك.
وتجدر بنا الإشارة في هذا المقام إلى عدد من الأمور الهامة، ألخصها على النحو الآتي:
- إنّ الحياة الزوجية قائمة على المودة والرحمة، والمعاشرة بالمعروف؛ قال -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ). [النساء: 19]
- إنّ الزوجة التي تبادر إلى إرضاء زوجها، وتتنازل عن حقها لها أجر كبير عند المولى -عز وجل-؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَاْ أُخبِرُكُم بِنِسَائِكُم فِي الجَنَّةِ؟! كُلُّ وَدُودٍ وَلُودٍ، إِذَا غَضِبَت أَو أُسِيءَ إِلَيهَا أَو غَضِبَ زَوجُهَا، قَالَت: هَذِه يَدِي فِي يَدِكَ، لَاْ أَكْتَحِلُ بِغُمضٍ َحتَّى تَرضَى). [أخرجه النسائي، وصحّحه الألباني]
- إنّ الحياة الزوجية تدوم بالمصالحة والمسامحة، وليس بالوقوف على كل صغيرة وكبيرة؛ قال -تعالى-: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ). [الشورى: 40]