السلام عليكم ورحمة الله إخواني الأفاضل عندي سؤال يتعلق بصلاة الجماعة، أنا شاب أعيش في موريتانيا حيث نتبع المذهب المالكي، وفي أحيان كثيرة أتأخر عن صلاة الجماعة وألتحق بها متأخراً، لذا أريد أن أعرف كيف تكون صلاة المسبوق عند المالكية؟ وبارك الله بكم.
1 إجابة واحدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فالمعتمد في المذهب المالكي أن المسبوق يبني في الأفعال ويقضي في الأقوال.
ومعنى ذلك أن من دخل الصلاة مسبوقاً فإنه يَعتبر أن ما أدركه مع الإمام من الأفعال هو أول صلاته، ثم يتم على ذلك في الأفعال، أما بالنسبة للأقوال التي فاتته؛ كقراءة سورة بعد الفاتحة، فإنه يقضيها ويقرؤها في الركعة التي يأتي بها مع أنها في الأصل ليست موضع قراءتها.
وأذكر لك مثالاً لتوضيح ذلك أكثر: لو دخلت المسجد في صلاة المغرب وقد أنهى الإمام الركعة الثانية وأدركت معه الركعة الثالثة، فإنك من حيث الأفعال تعتبر نفسك في الركعة الأولى، فإذا سلّم الإمام قمت إلى الركعة الثانية وقرأت فيها سورة الفاتحة وسورة بعدها، ثم بعد السجود الثاني في هذه الركعة تتشهد التشهد الأوسط، ثم تقوم لتأتي بالركعة الثالثة، وتقرأ فيها سورة الفاتحة وسورة بعدها أيضاً قضاءً للسورة التي فاتتك في الركعة الأولى.
ومع أنك من حيث الأفعال تعتبر في الركعة الثالثة لذلك تشهدت التشهد الأوسط قبلها، والركعة الثالثة ليست بموضع قراءة سورة بعد الفاتحة لكن على مذهب الإمام مالك فإنك تقرأ سورة مع الفاتحة قضاء للسورة التي فاتت في الركعة الأولى.
قال ابن رشد الحفيد في كتابه بداية المجتهد: "والصحيح عن مالك: أنه يقضى في الأقوال، ويبني في الأفعال، لأنه لم يختلف قوله في المغرب: أنه إذا أدرك منها ركعة: أن يقوم إلى الركعة الثانية، ثم يجلس، ولا اختلاف في قوله: إنه يقضي بأم القرآن، وسورة." (بداية المجتهد ونهاية المقتصد، 1\ 151).
وبناء عليه ينبني إسرارك وجهرك؛ فإذا كانت التي تتمّها موضع جهر جهرت، وإن كان موضع إسرار أسررت، ففي المثال المذكور تجهر في الركعة الأولى التي تصلّيها بعد إمامك وتسرّ في الثانية لأنها الثالثة في حقك.
وتعتبر مدركاً للركعة بإدراكك الإمام قبل أن يستوي معتدلاً للقيام من الركوع.
والله أعلم