أسمع دائماً عن الكبائر السبع، وأنها تعتبر من كبائر الذنوب على الإطلاق، وذكرها لي صديقي مرّة ولم يعد الزنا منها، وأنا كنت أعرف أنّ الزنا من الكبائر، فهل فعلاً يعدّ الزنا من كبائر الذنوب؟ أرجو الإفادة.
أهلاً بك، وعافانا الله وإياكم من الوقوع بهذه الكبائر. نعم إن ارتكاب فاحشة الزنا يعد من الكبائر؛ ودليل ذلك ما ثبت عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ؟ قالَ: أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ، قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟، قالَ: أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ مِن أجْلِ أنْ يَطْعَمَ معكَ، قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: أنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ). "أخرجه البخاري"
وحليلة الجار تعني: زوجته، وقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الزنا من الكبائر، والزنا بزوجة الجار من أكبر الكبائر؛ لأن الأصل أن يستر الجار جاره، ويدفع عنه الأذى لا أن يخونه، ويهتك عورة بيته بالزنا وغيره.
وقد حرم الله -سبحانه وتعالى- الزنا، وما يُوقع به من المقدمات؛ فقال -سبحانه-: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)، "الإسراء: 32" ويعرف الزنا بأنه: وطء المرأة من غير عقد شرعي، وتعرف الكبائر بأنها: كل ذنب يستوجب اللعن أو الطرد من رحمة الله، أو يستوجب الوعيد الشديد في الآخرة، أو إقامة الحد في الدنيا.