أنا شاب مبتلى بممارسة العادة السرية، وسمعت مرّة أن ناكح يده في النار، فهل فعلاً ممارسة العادة السرية من كبائر الذنوب؟ وهل هي من الكبائر السبع؟ وإذا لم تكن كذلك فمتى تكون العادة حلال؟ أرجو المساعدة مع الشكر الجزيل
حيّاك الله السائل الكريم، لا تعتبر العادة السرية من الكبائر، ولكنها محرّمة بلا شك، فقد قال -تعالى-: (والَّذينَ هُم لِفُروجِهِم حافِظونَ* إلاّ عَلى أزْواجِهِم أو ما مَلَكَتْ أيْمانُهُم فَإنَّهُم غَيْرُ مَلومينَ). "سورة المؤمنون: 5-6"
ولا بد أن تعلم أنّ الإصرار على الصغيرة قد يرفعها إلى درجة الكبائر، فكما قيل: لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار، فلتبادر أخي في التوبة والإقلاع عن هذا الذنب، الذي لا يخفى عليك ضرره.
وأما بالنسبة لحديث "ناكح يده في النار" فهذا حديث موضوع لا يصح ولا يجوز الاستشهاد به، وكذلك كل الأحاديث المروية في تحريم الاستمناء ضعيفة لم يصح منها حديث، ومنها: "لعن الله ناكح يده"، قال العجلوني في كشف الخفاء: لا أصل له.
ولقد أفتى بعض الفقهاء بإباحة ممارسة العادة السرية، وذلك في حالة خاصة؛ وهي خوف الوقوع في الزنا أو المرض، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لكن إن اضطر إليه مثل أن يخاف على نفسه الزنى إن لم يستمنِ أو يخاف المرض، فهذا فيه قولان مشهوران للعلماء، وقد رخص في هذه الحالة طوائف من السلف والخلف ونهى عنه آخرون".