أسمع من بعض الأشخاص أن الكوابيس تكون بسبب السحر أو الحسد أو المعاصي التي يقوم بها الإنسان في حياته، وأريد التأكد من هذا الكلام، وأريد أن أعرف ما أسباب الكوابيس في الإسلام؟
عنكم الفزعَ والرُؤى المزعجة بحولِ الله، أمَّا عن الكابوس أو الحلم المزعج الذي يوقظُ النائمَ فزِعاً أو خائفاً، قد يكون من أسبابه ما يأتي:
إنّ ما يصيبُ العبدَ من الكابوس قد يكون مصدره من الشيطانِ لعنةُ الله عليهِ، فإنَّ الشيطانَ لا ينفكُّ عن إزعاج ابن آدمَ وقَضِّ مضجعه وإصابته بالأرق حتّى لا يقرَّ له قرارٌ؛ فيُبعدهُ عن عبادةِ الله بإشغالهِ بما أتعبهُ به وأسهرَ ليلهُ به، فلا تبالي بالسببِ، وعليكَ البدءِ بالحلولِ الجادَّة؛ كذكر اللهِ -تعالى-، والتزام الرقيةِ الشرعية والتحصين.
قد تكونُ كذلكَ، ولكنَّ الأهمَ في هذه النقطة أنّ من أصابهُ ما أصابه، لم يكن إلّا بتقصيرٍ منهُ بحقِّ نفسه في التزام الأذكار اليوميةِ أولاً، وثانياً في التحصينِ الذي لا بدَّ منه حتى لا يُصيبهُ الحسدُ والعين.
لقولهِ -تعالى-: (وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى). "سورة طه:124" ، فإنَّ العبدَ يتعرَّضُ لغضبِ اللهِ عند ابتعاده عنه، فيعاقِبهُ اللهُ بضنكِ العيش، أيّ ضيقُ الصدرِ وعدمُ الاطمئنان، والقلقُ والفزعُ ليلاً ونهاراً، وقد تكونُ الكوابيسُ أيضاً دلالةً أو رسالةً من اللهِ للعبدِ المؤمن أن يُراجع حساباته مع الله.