السلام عليكم، بدأت بالرقية الشرعية قبل أسبوع، وفي كل ليلة أرى كوابيسًا، وأستيقظ مفزوعًا منها، مع أنني كنت لا أرى الكوابيس قبل البدء بالرقية، وأريد أن أعرف ما سبب كثرة الكوابيس بعد الرقية؟
حياك الله السائل الكريم، وأبعدَ اللهُ عنكم وساوس الشيطان والكوابيس المزعجةِ، أمَّا عن سبب الكوابيسِ بعد قراءةِ الرقية؛ فاعلم أن الشيطانَ يتربَّصُ بالعبدِ المؤمنِ حتى لا يُتيح له أن يذكر الله؛ لأنَّ ذلكَ يُغضبُهُ ويؤذيه [١] ، ولا يرضيهِ أن يكون ابن آدمَ وأبناءهُ في الجنة يقول -سبحانهُ وتعالى- في كتابهِ العزيز: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ). " سورة فاطر:6"
ويأتي إلى ابن آدم فيوسوسُ لهُ بكلِّ ما يستطيع لمنعهِ من العبادة القوليةِ والفعليةِ والاعتقاديِّة؛ فيجعلُ حياتهُ مزعجةً مؤلمةً صاخبةً بكل ما يملكُ من الوسائل، فيأتيهِ في منامهِ، فإذا نام بدأ الشيطان يوسوسَ لهُ بخوفٍ أو صخبٍ ليُفزعهُ؛ وحتى يشكَ المسلم أنَّ هذا يعني أن يمتنع عن قراءةِ القرآن، والرقيةِ الشرعية.
وإن استجابَ له وتوقَّفَ عن قراءةِ الرقية عاد الشيطانُ ليبحثَ له عن وساوسَ أخرى؛ ليصدَّ ابنَ آدم عن الذكر والعبادةِ ويوهمهُ بأنَّهُ يمرُّ في ضيقٍ شديد وما هو بضيقٍ واللهِ، إنَّما يفعل ذلك ليجعلهُ بعيداً عن الله -عزوجل-.
وإنَّ إبليسَ اللعينَ يتوعدُ المسلمينَ جميعاً بالإغواءِ والتضليلِ حتى يكونوا من أهل النار أعاذنا اللهُ وإيِّاكم، وهذا ما ذكرهُ اللهُ -عزَّوجلَّ- في كتابهِ العزيز: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ). "سورة ص:82-83"
وأنصحُك أيّها السائل ألّا تبالي بما ترى في المنامِ من الكوابيس، فإنّ من السنَّةِ إن رأى المسلمَ في منامهِ ما يُفزعهُ، فليُغيِّر نومهُ على شقِّهِ الأيمن، وليستعذ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ ثلاثاً، وليتفلَ -ينفث- على يسارهِ ثلاثاً [٢] ، وليقرأ المعوذات ثلاثاً ثلاثاً، كما ننصحك ألّا تتوقف عن الرقية والتحصين الأذكار الطاردة لوساوس الشيطان ماقبل النوم مطلقاً، ففيها الخيرُ لك بإذن الله تعالى.