كان إمام المسجد يلقي موعظة للمصلين عن مدة هجر الزوجة شرعاً، وتطرّق لحكم وعواقب هجر الزوج لزوجته وهجر الزوجة لزوجها، ولكن أحياناً يكون الهجر بسبب مشاكل، لذا أودّ الاستفسار: ما حكم هجر الزوج لزوجته بسبب مشاكل؟
ذهب أهل العلم إلى جواز هجر الزوج لزوجته في حال كانت ظالمة أو ناشزاً؛ وأراد تأديبها، كما أجازوا للزوجة هجر زوجها في حال امتناعه عن إعطائها حقها كالنفقة الواجبة، أو في حال إيقاع الظلم عليها وهي محقة في ذلك.
قال ابن حجر: "وَلَا يَتَّجِهُ عَلَيْهَا اللَّوْمُ إِلَّا إِذَا بَدَأَتْ هِيَ بِالْهَجْرِ فَغَضِبَ هُوَ لِذَلِكَ، أَوْ هَجَرَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ، فَلَمْ تَسْتَنْصِلْ مِنْ ذَنْبِهَا وَهَجَرَتْهُ، أَمَّا لَوْ بَدَأ هُوَ بِهَجْرِهَا ظَالِمًا لَهَا، فَلَا". وأود الإشارة إلى أنّ الأصل في العلاقة بين الزوجين القُرب، والمودة والرحمة، واستخدام ألطف الأساليب في حل المشكلات دون إلحاق الضرر بالطرف الآخر.
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أخبِرُكم بنسائِكم من أَهلِ الجنَّةِ؟ الودودُ، الولودُ، العؤودُ على زوجِها الَّتي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتَّى تأخذَ بيدَ زوجِها ثمَّ تقولُ: واللَّهِ لا أذوقُ غَمضًا حتَّى ترضى)، [أخرجه الطبراني، وحسّنه الألباني] كما قال -عليه السلام-: (خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ). [أخرجه الترمذي، وصحّحه الألباني]
كما يجدر لي ذكر عقوبة المرأة التي تهجر فراش زوجها بغير وجه حق، وبغير عذر معتبر، بأنّ لعنة الملائكة تُصيبها حتى تصبح، إضافة إلى غضب الله -تعالى- عليها، وكذلك الحال في حق الرجل الظالم المعتدي؛ الذي يهجر زوجته ولا يُحصّن نفسها؛ يلحقه الإثم وغضب المولى لتضييعه حقوق زوجته.