كنت أقرأ في سيرة معاوية بن أبي سفيان، وعرفت أثناء قراءتي أنه يعد المؤسس للدولة الأموية، وأحببت معرفة المزيد عن حكمه للدولة الإسلامية، كما أريد أن أعرف ما هي الأعمال التي قام بها الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه؟
حياكم الله، معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- هو صحابي معروف، وقد ولَّاه أميرُ المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على الشام، واستمر يحكمها حتى نهاية عهده، ثم ثبّته عليها أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- على ولاية الشام.
وظلّ يحتفظ بالشام في خلا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ويدير أتباعه من هناك، ثم استقر له الأمر بعد استشهاد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وتنازل الحسن بن علي -رضي الله عنهما- عن الخلافة في سنة أربعين للهجرة، ليؤسس خلافة بني أمية، ويكون أول خليفة لها.
وقد استمرت خلافة معاوية -رضي الله عنه- حتى سنة 60 للهجرة، كان فيها أميراً باراً بأمّته، لا يتوقف عن العمل من أجلهم وفي خدمتهم ونصرتهم، ونذكر من إنجازاته:
وكان معاوية -رضي الله عنه- قد استأذن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بإنشاء الأسطول لحاجة المسلمين له في حركة الفتوحات في عهده، ولكن عمر -رضي الله عنه- لم يوافق خوفاً على جند المسلمين من البحر بعد أن طلب من أحدهم أن يصف له البحر، وفي عهده أنشأ دارا لصناعة السفن في مصر سنة 54 للهجرة.
وهي بعثات عسكرية لمواجهة العدو، و كانت تهدف إلى استنزاف قواه، وكان هناك بعض الفتوحات والاستيلاء على بعض الجزر والمدن على الجبهتين الشرقية والغربية، وكان هناك حملات كبرى مثل تلك التي وجهها لفتح القسطنطينية بقيادة ابنه يزيد -ولكنه لم يخرج لأمر ما-، وكان من جملة الجنود أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-، وهو من خيرة صحابة الرسول، وقد استشهد هناك وما زال قبره هناك.
وقد كان الصحابيّ الجليل معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- من كتاب الوحي للنبي -صلى الله عليه وسلم- الذين يكتبون الآيات في حضرته، وممن يكتبون له الرسائل إلى القبائل المجاورة، وكان -رضي الله عنه- يمتاز بصفات كثيرة تؤهله للقيادة والسيادة بالفطرة:
وتوفّي -رضي الله عنه- سنة 60 للهجرة بعد أن حكم كأمير للمؤمنين عشرين سنة، ومثلها أميراً على الشام، فجزاه الله خيراً عن المسلمين وغفر له.