وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بدايةً أختي الكريمة، بارك الله لك في بناتك، ورزقك نعمة رؤيتهن في أحسن المراتب في الدنيا والآخرة، وأبعد الله عنكم أيّ مكروه، وعن سائر أُسر المسلمين، واعلمي أختي أنّ الحسد حقّ، وهو ثابت في القرآن الكريم، واعملي أختي السائلة أنّ ما حدث من الممكن أن لا يكون حسدًا، وفي كل حال، فالتزام المسلم للرقية الشرعيّة، ولأذكار الصّباح والمساء، خير حصن له من كلّ سوء.
وبدايةً، أذكر لك أختي الكريمة، حكم استحباب الرقية الشرعيّة، لورود الأمر بها من رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، والشفاء بالقرآن مشروع، كما ورد في القرآن الكريم، قال -تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) "الإسراء:82" وفيما يأتي بعض من الآيات القرآنيّة، الوارد ذكرها بأنّها تساعد في حماية المسلم من كلّ شر، وتزيل أيّ حسد واقع عليه:
- قراءة خواتيم سورة البقرة
حيث جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ تلاوة خواتيم البقرة تحمي المسلم من شر الشّيطان.
- قراءة المعوذتيْن
فكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقرأهما في كلّ مرة يشكو أمر ما، وثم يمسح وجهه، للبركة الحاصلة بهما.
- قراءة سورة البقرة
وذلك لما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بتأثير سورة البقرة، ويكون بطرد الشّيطان من البيت الذي يُقرأ فيه سورة البقرة.
وبعد ذلك، لك أختي السائلة أن تنتقلي إلى العلاج بالرقية الشرعيّة، فهي مشروعة، ولكِ أن تتبعي ما قد ورد في السنّة النبويّة، من العلاج بالرقى الشرعيّة، ومنها ما يأتي:
- جاء في الحديث الصّحيح الذي رواه مسلم أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال:(باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ)
وهنا يُضع أحد المخلصين يده اليمنى على رأس المحسود، ويقول هذا الدعاء.
- جاء في الحديث الصّحيح الذي رواه مسلم أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال:(باسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ)
وكان هذا الدعاء يقوله جبريل لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إذا اشتكى أمرًا ما.
- جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاريّ أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال:(امْسَحِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بيَدِكَ الشِّفَاءُ، لا كَاشِفَ له إلَّا أنْتَ)
وكان هذا الدعاء يرقي به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.