مرحبا جميعاً أنا شاب عشريني، وكغيري من شباب هذا الجيل أسمع الأغاني وبكثرة، ووالداي يصران على أن أترك سماع الأغاني، وأخبراني الليلة الماضية أن عذاب من يسمع الأغاني هو صب الرصاص المذاب في أذنيه، فهل هذا الكلام صحيح؟
أما سؤالك فهو مثار اهتمام عند الباحثين عن الحق، وإليك الجواب:
حكم الأغاني المصاحبة للموسيقى حرام، ولا يحل سماعها، وإن سماع الأغاني من الأمور التي كاد أن ينطبق عليها إجماع علماء الأمة [١] ، وتكون الأغاني محرمة إذا كانت مشتملة على ما يأتي:
والدليل على حرمة الغناء المصاحب للموسيقى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِي الفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، وَيَضَعُ العَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ)، رواه البخاري في الصحيح.
أما ماورد في سؤالك بأنه يُصب في أذن السامع الآنُك؛ وهو الرصاص المذاب، فقد ورد فيه حديث وهو: (من قعد إلى قينة يستمع منها صب في أذنيه الآنك يوم القيامة)، رواه ابن عساكر، في ذم الملاهي. والقينة؛ هي المغنية، وقد حكم الشيخ الألباني على هذا الحديث بأنه موضوع [٢] ، والموضوع هو الحديث المروي عن كذاب.
ولا يعني ضعف الحديث أن الاستماع للمغنيات حلال، وقد ورد صبّ الآنُك في الأذنين في حديث شريف صحيح، ولكن ذلك في الذي يستمع إلى كلام الناس، ويتجسس عليهم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ تَسَمَّعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ، وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ). رواه أحمد في المسند، وهو صحيح.
لذلك عليك عزيزي السائل الابتعاد عن إدمان سماع الأغاني لما فيها من حرمه كبيرة واطلب من الله تعالى أن يعينك على هذا الأمر، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.