مرحبا، أنا ولد عمري 13سنة، أحب الأغاني كثيراً وأسمعها كل يوم، ولا أتخيل حياتي بدونها، وقررت حديثاً الالتزام بالصلاة، ولكني أعاني من مشكلة كبيرة، لأنني سمعت أن الأغاني تبطل الوضوء، فهل حقاً سماع الأغاني يبطل الوضوء؟
بارك الله فيك على هذا السؤال الذي يبيّن حرصك، وأسأل الله العظيم أن يعينك على الالتزام بالصلاة وأداء العبادت على أكملِ وجهٍ، وأن يجعلك ممن قال عنهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: الإمَامُ العَادِلُ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ). "أخرجه البخاري"
أما بالنسبة لسؤال: هل سماع الأغاني يُبطل الوضوء؟ فإن سماع الأغاني بحدّ ذاته لا يُعدّ من مبطلات الوضوء، سواء كان السماع بقصدٍ أم بغير قصد، فلا علاقة بينه وبين الوضوء، ولم يرد أي دليل شرعيّ يدل على ذلك.
وبناءً على ذلك فإنَّ صلاة من سمع الأغاني صحيحة وليست باطلة، وبالرغم من عدم بطلان الصلاة بسماع الغناء؛ إلَّا أنَّ ذلك قد يُنقص من الأجر والثواب؛ إذ إنَّ الاستماع إلى الأغاني التي تحتوي على كلماتٍ غير لائقة تُنافي الحكمة التي من أجلها شُرعت الصلاة؛ ألا وهي التقوى.
وأنصحك بالإقلاع عن سماع الأغاني وبخاصة تلك التي تحتوي على المحرمات والألفاظ التي لا يليق بالمسلم سماعها، ومجاهدة نفسك على ذلك.
وعليك أن تعلم أنَّ ذلك ليس بالأمر المستحيل، بل تستطيع ذلك إن نويت وكنت صادقًا في نيتك، وعليك أن تدرك أنَّ الله سيعينك على ذلك حيث قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ). "سورة العنكبوت: 69"
واعلم يا أخي الكريم أنَّ الله مع المتقينَ، واعلم أنَّ من ترك شيئًا لله عوضه الله بأفضل منه، وفيما يأتي بعض الأمور التي قد تعينك على ترك سماع الأغاني: