أنا رجل من تونس أغلب وقتي بالعمل في الليل واشعر بالملل والإرهاق، ودائما أشغل الأغاني في الليل ليبقى لدي صوت وبعض الاوقات أغني معه لكن سمعت أن الأغاني بالليل ممكن تصيب الإنسان باللمس أو تجميع الشياطين، هل هذا صحيح و هل يحدث شيء من هذا ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولًا، نشكرك أخي الكريم على اهتمامك بما تفعل وتقصّي الصحيح من الخاطئ من الأفعال
واعلم أنّه لم يثبت على حدوث المسّ للإنسان إذا ما سمع الأغاني ليلًا، لكن إذا ما نظرنا للأمر من ناحية السّماع بحد ذاته، والإكثار من ذلك، فننظر على أن ذلك فعل لا يُرضي الله -تعالى-؛ لثبوت حديث المعازف، الذي يذكر بوضوح حرمة سماع الأغاني المقترنة بالموسيقى، عدا عن الكلمات التي تحتويها الأغاني في هذه الأيّام.
وإذا ما نظرنا للأمر من ناحية تربوية، فالأمر الصحيح للتخلّص من عادة ما، بأن تحلّ محلّها عادة أفضل منها.
فلك أخي الكريم، بأن تشغل ذلك الوقت بسماع الأناشيد التي تتضمن كلاماً يرضي لله -تعالى-، وأن تجتنب الموسيقى، لتحرّي الحلال قدر الأمكان، ومن ثم الانتقال من ذلك إلى سماع القرآن الكريم، برغبة جامحة، بعد أن أيقنت حلاوة القرب من الله -تعالى-، وحصّلت لين القلب الناتج عن الابتعاد عمّا يغضب الله -تعالى- وبهذا، يسمو المسلم بكلام الله -تعالى-، ويذوق حلاوة السماع لآيات القرآن الكريم، ليكن له يوم القيامة، خير شاهد له.
أخي الكريم، إذا ما نظرنا لأمر السماع للأغاني ليلًا، أو حتى فعل معصية ما في لليل، فلو ننظر لها من جانب فعل المعصية في أشد الأوقات يجب على الإنسان أن يكون يها أقرب إلى الله -تعالى-، وذلك للخوف من فكرة بأن ينهي الإنسان يومه بمعصية الله تعالى، أو حتى أن لا يستيقظ في اليوم التالي، فتسجل له المعصية في آخر فعل له في هذه الدنيا.
والمسلم حريص على أن تكون أعماله وبخاصة العمل الذي يختم فيه حياته، مرضياً لله -تعالى-.