السلام عليكم ورحمة الله كنت أقرأ في سيرة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، واكتشفت أن العديد منهم مات مقتولاً، فخطر على ذهني السؤال الآتي: هل كانت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وفاة طبيعية؟ أم مات النبي مقتولاً عند وفاته؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
وردت أحاديث صحيحة تتحدّث عن وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وفيها قول رسول الله للسيّدة عائشة: (يا عائشةُ ما أزالُ أجِدُ ألم الطعامِ الذي أَكَلْتُ بخيبرَ ، فهذا أوانُ وجدتُّ انقطاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذلِكَ السُّمِّ)، وهو حديث صحيح أخرجه البخاري.
وقصة ذلك السم أنّ اليهود بعد فتح خيبر أهدوا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- شاةً مسمومة، وكان رسول الله يأكل من الهدية ولا يأكل من الصدقة، فأكل منها هو وبعض أصحابه ثمّ أمرهم أن يرفعوا أيديهم عن ذلك الطعام لأنّ الشاة قد أخبرته أنّها مسمومة، ولمّا سألهم عن سبب فعلها أخبروه بأنّه لو كان نبيًّا فإنّ السم لن يضرّه، وإن كان ملكًا يدّعي النبوّة أراحوا الناس منه.
فلم يُصب رسول الله بأذى ولكنّ بعض الصحابة مات من أثر السمّ وهو بشر بن البراء بن معرور، ولهذا فالقول المشهور لأهل العلم أنّ رسول الله مات مقتولًا من أثر ذلك السم ولكنّ السم لم يكن له تأثير عليه بشكل مباشر، وإنّما كان موته -صلّى الله عليه وسلّم- بعد أن قام بالفتوحات ودانت له معظم البلاد وأتمّ الرسالة وبلّغ الأمانة، وحاز الشهادة لأنّ اليهود هم من تسبّبوا بقتله.
ويقول فريق آخر إنّ الروايات التي تقول أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مات من أثر السم منقطعة ولا تُقبل لمعارضتها ما هو أقوى منها، وهو قول الله -تعالى-: (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)، "المائدة: 67" فمقتضى العصمة من الناس يُنافي أن يقدر أحد من الخلق على قتله بالسمّ أو بغيره، وأجاب القائلون بأنّ رسول الله مات شهيدًا أنّ العصمة تعني عدم تمكّن أحد من الناس من قتله على وجه الغلبة والقهر؛ أي في ساحات القتال.
والله تعالى أعلم.