مرحبا، أنا بنت عمري 13 سنة، أسمع الأغاني بشكل قليل وقد سمعت اأسبوع الماضي من معلمتي في المدرسة أن سماع الأغاني وخاصة في الليل قد يسبب المس، فهل هذا صحيح؟ لأني من وقت ما سمعت هذه المعلومة وأنا أخاف وأنام بجانب أمي في الليل من شدة الخوف.
1 إجابة واحدة
أختي الكريمة -حياك الله- وزادك الله حرصاً على معرفة الخير.
أما خوفك، فلا داعي له، وكذلك نومك بجانب والدتك، فليس الأمر بهذا التصور، ولا إلى هذه الدرجة، وأما الجواب على سؤالك، فكما يأتي:
الأغاني إذا كانت مصاحبة للمعازف، والموسيقى، فهي حرام، وقد ادّعى بعض العلماء الإجماع على ذلك، وقال ابن حجر الهيتمي في ذلك: "وهذه كلُّها محرَّمة بلا خِلاف، ومَن حكى فيه خلافًا، فقد غلط أو غلب عليه هَواه، حتى أصمَّه وأعماه، ومنعه هداه، وزلَّ به عن سنن تَقواه".
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِي الفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، وَيَضَعُ العَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ)، رواه البخاري في صحيحه.
وأنصحك بترك سماع ما حرم الله -تعالى- فالمعاصي تعود على صاحبها بالهلاك، والتقوى خير من التمادي في المعصية.
أما بخصوص تلبس الجنّ، فإن تلبس الجن حق، دلت عليه الآثار، واشتهرت الفتوى عند العلماء على أنّ مسّ الجن حقيقة.
أما بخصوص مسألة الربط بين سماع الأغاني وتلبس الجنّ، فأقول:
ليس هناك دليل يخصص أنّ سماع الأغاني والموسيقى يصيب بالمسّ، على الرغم من اتفاقنا بأن الجنّ يدخل في الإنسان، ولكن من أهم أسباب تلبس الجني للإنس هي المعاصي؛ فالعاصي يكون عرضة للتلبس بالجنّ، خلافاً للطائع، وإنّ شؤم المعصية بشكل عامّ يؤدي إلى التلبس، والأغاني جزء من هذه المعاصي، فيكون سامع الأغاني المحرمة عرضة للمسّ بسبب شؤم المعصية.
ونصيحتي لكلّ مبتلى بهذه الأغاني أن يدرب نفسه على تركها تقرباً لله -تعالى-، والله سيعينه على ذلك.