أهلاً ومرحباً بك السائل الكريم، لقد أمر الله -سبحانه- نبيّه نوح -عليه السلام- أن يحمل معه في السفينة من كلّ زوجين اثنين من الكائنات حفاظاً على بقاء الحياة الإنسانية وما ينفعها، لأنّ الله -سبحانه- كتب في ذلك الوقت على الحياة في الدنيا الهلاك بالطوفان إلا ما سينجو مع نوح -عليه السلام-.
قال -تعالى-: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلنَا احمِل فِيهَا مِن كُلٍّ زَوجَينِ اثنَينِ)، [هود:40] وأمْرُ الله -تعالى- لنبيّه نوح -عليه السلام- بذلك هو من باب جريان المسبّبات بأسبابها، وإلا فالله -عز وجل- الذي أمر السماء فأمطرت والأرض فتفجّرت بالماء والأنهار قادرٌ على خلق الكائنات بعد الطوفان ولا يَعِيَه ذلك.
وهذا نظير ما جاء في قصة مريم -عليه السلام-، فقد أمرها الله -تعالى- بعد المخاض والولادة أن تهزّ النّخلة، فقال -سبحانه-: (وَهُزِّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُسَاقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيّاً)، [مريم:25] والله -سبحانه- قادرٌ على أن يُنزل عليها الرطب دون حاجةٍ منها لهزّها، ولكن اقتضت حكمته -سبحانه- أن تجري الأمور بمسبّباتها.