أهلاً ومرحباً بك، إن قصص الأنبياء تُعد مثالاً يُحتذى به، ونموذجاً رائعاً لأهل الدعوة، وقد ذُكرت قصة نوح -عليه السلام- في القرآن الكريم في سورٍ عديدةٍ، وموجز قصة نوح -عليه السلام- ما يأتي:
بداية دعوته
كان نوح -عليه السلام- قد أُرسل إلى قومٍ كانوا يعبدون الأصنام، ويسمونها بأسماءٍ كثيرةٍ، وكان نوح -عليه السلام- يدعوهم بكل السُبل المتاحة لترك عبادة الأوثان، وعبادة الله -عز وجل-، وأنه لا يبتغي من ذلك أي أجرٍ، بل هو يبتغي الأجر من الله -تعالى-، قال -تعالى-: (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ). "سورة الشعراء: 109"
إعراض قومه
لم يستجيب قوم نوح له، وأصرّوا على كفرهم وتمسكهم بعبادة الأصنام، ووصفو دعوته بالضلال، فقال -تعالى-: (قالَ المَلَأُ مِن قَومِهِ إِنّا لَنَراكَ في ضَلالٍ مُبينٍ)، "سورة الأعراف: 60" (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً). "سورة نوح: 23"
وقد مكث نوح -عليه السلام- ما يقرب الألف سنةٍ وهو يدعوا قومه، ولكنهم لم يستجيبوا له، ولم يلبوا دعوته، فأخبره الله -تعالى- بأنه لن يؤمن معه إلّا من قد آمن، وألا يبتئس مما يفعلوه قومه؛ قال -تعالى-: (وَأوحِيَ إِلى نوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إِلّا مَن قَد آمَنَ فَلا تَبتَئِس بِما كانوا يَفعَلونَ). "سورة هود: 36"
مصير الكافرين
عندما لم تنفع معهم كافة أساليب الدعوة إلى الله -تعالى- أغرق الله -عز وجل- قوم نوح؛ قال -تعالى-: (وَنَصَرناهُ مِنَ القَومِ الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا إِنَّهُم كانوا قَومَ سَوءٍ فَأَغرَقناهُم أَجمَعينَ)؛ "سورة الأنبياء: 77" فأغرق الله -تعالى- المُعرضين عن طريق الهُدى، والرافضين لسبيل الحق، وجعلهم عبرةً لمن بعدهم.
مصير المؤمنين
نجّى الله نوحاً -عليه السلام- والذين آمنوا معه؛ قال -تعالى-: (قيلَ يا نوحُ اهبِط بِسَلامٍ مِنّا وَبَرَكاتٍ عَلَيكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّن مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُم ثُمَّ يَمَسُّهُم مِنّا عَذابٌ أَليمٌ)، "سورة هود: 48" إذ أمر الله -تعالى- نبيه ببناء سفينةً تُنجيهم، من الغرق، قال -تعالى-: (فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ* إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ). "سورة الشعراء: 119-121"