سمعت قبل مدة في محاضرة تتحدث عن الرؤيا الصالحة، وأنها قد تكون جندا من جنود الله، وأن الله يرسلها للمؤمن ويرسل فيها بشرى له، فهل حقا الرؤيا الصالحة جند من جنود الله؟
أهلاً بك أخي الكريم، نعم صحيح، يمكننا القول: إن الرؤيا الصالحة جندي من جنود الله -تعالى-، وتفسير ذلك أن المعني بالجنود في قول الله -تعالى-: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)؛ "سورة المدثر:31" هم الملائكة.
ولا شكّ أن من وظائف الملائكة الإنذار، والتبشير، والتبليغ عن الله -تعالى-، قال الله -تعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا) "سورة فاطر:1"، وقال الله -تعالى: (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ). "سورة النحل:2"
والرؤيا الصالحة تقوم بهذه المهمة، وهي مهمة الأنبياء؛ أي تبليغ ما يريد الله تبليغه للبشر عن طريق الرؤيا، فتقوم الرؤيا بوظيفة المَلَك من الملائكة، فعن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ، مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ). أخرجه البخاري في صحيحه.