السلام عليكم قرأت حديثاً للسيدة عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن أو بما معناه، فما معنى هذا الحديث، وكيف كان النبي خلقه القرآن؟
1 إجابة واحدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيك، وزادك حرصاً على العلم والتعلّم..
هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بلفظ: (فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن) حديث صحيح أخرجه مسلم.
ويتوضح الحديث أكثر في رواية الطبراني عن أم المؤمنين عائشة -أيضاً- بلفظ: (كان صلى الله عليه وسلم خُلُقُه القُرآنَ يغضَبُ لغضَبِه ويَرضى لرضاه) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط.
ويعلق الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم على الحديث فيقول: "معناه العمل به، والوقوف عند حدوده، والتأدب بآدابه، والاعتبار بأمثاله وقصصه، وتدبره وحسن تلاوته".
وهذا الحديث تشبيه بليغ من أم المؤمنين -رضي الله عنها- لخلق النبي صلى الله عليه وسلم، إذ شبهت خلقه بالقرآن، وجاءت كلمة القرآن معرفة بـ (الـ التعريف): "القرآن" لتشمل القرآن كله، ولا تقتصر على خلق دون خلق، أو آية دون آية؛ لأنه القدوة للمؤمنين بأخلاقه، المعصوم من رب العالمين بجميع شؤونه وأفعاله.
وقد زكى الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في كتابه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، "القلم: 4" وقال عنه: (عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ). "التوبة: 128"
ووصفته السيدة خديجة -رضي الله عنها- قبل بعثته فقالت: (إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) حديث صحيح أخرجه البخاري، وقد زاد الله تعالى به الأخلاق كمالاً بعد بعثته حين قال رسول الله: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) حديث صحيح أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
هذا والله أعلم وأحكم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.