أنا قبطان سفينة صيد، تستغرق رحلتي إلى الصيد شهر أو أكثر، ولا أستطيع تحديد اتجاه القبلة لأنّ السفينة تتحرك في جميع الاتجاهات شرقاً وشمالاً وغرباً وجنوباً، فهل يجوز القصر والجمع في البحر على متن السفينة؟
حياك الله أخي الكريم، فإنّ من شروط صحة الصلاة أن تتجه إلى جهة القبلة لا عينها، لأنك لست أمَامَهَا، فإن كنت على متن السفينة وأردت أداء الصلاة، ودخل وقتها ولم تعرف القبلة، عليك أن تجتهد لمعرفتها، ولا يصعب تحديدها بالآلات الحديثة المعاصرة، فإنَّك تبدأ بصلاتك متجهاً إلى القبلة، فإن تغير مسارها ودارت للغرب أو الشرق فإنّك تدور معها حيث ما دارت قدر ما تستطيع.
وإن لم تستطع ذلك، فإن صلاتك صحيحةٌ، وإن تبيّن لك بعدها أنها كانت باتجاهٍ خاطئٍ، فإنّها تبقى صحيحةً مقبولةً، ولذلك قال الله -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، "التغابن:16" ويجوز لك أن تأخذ برخص السفر على متن السفينة، من جمعٍ وقصرٍ في الصلاة بشروطها، ولعلَّ الجمع والقصر أفضل لك في حال توقف السفينة، فإن أداؤها حينئذٍ أكثر طمأنينةً، وأضمن لتحديد اتجاه القبلةِ وثباتك نحوها.
ولِرُخصتيّ الجمع والقصر في الصلاة للمسافر شروط، إن كان سفره براً، أو جواً، أو بحراً على متن سفينةٍ أو غيره، إذ لا بدّ لك أن تراعي هذه الشروط، التي بيّنها العلماء من سنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهي كما يأتي:
لكن إن أقمتَ ببلد السفر، فإنّ العلماء تعدّدت أقوالهم في تحديد الفترة الزمنية التي تستمر فيها بالقصر والجمع، غير يومي الدخول والخروج، مع العلم أنك إذا أخذت بقول أحد مذاهب العلماء، وهذه الأقوال كما يأتي: