يريد أخي أن يطلق زوجته، لكن أهلي لم يقبلوا بذلك وأخبروه بأن هذا حرام. فهل يجوز للرجل تطليق زوجته إذا كرهها؟
حياك الله. نعم، يجوز للزوج أن يطلق زوجته إذا كرهها؛ لأن الطلاق مشروع، والقول بأنه أبغض الحلال إلى الله -عز وجل- ضعيف ولا يصح، كما أن إحدى الصحابيات طلبت من رسول الله أن يطلقها من زوجها فقط لأنها كرهته، فسألها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن كانت تقبل أن ترد له مهرها، فقبلت، فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يطلقها، فطلقها.
ووجه الاستدلال في القصة أنّ الإسلام إذا سمح للمرأة أن تطلب الطلاق من الزوج بسبب حصول الكراهية بينهما، فلا شك أنّه يبيح للرجل فعل الشيء ذاته، ولعل الأهل يقولون بحرمته ظناً منهم أنّه طلاق تعسفي؛ وهو الطلاق دون مسوغ.
مع العلم أن حدوث الكراهية بين الطرفين يؤثر إلى حد بعيد على استقرار الحياة؛ إذ يستحيل استمرارها معه في كثيرٍ من الحالات، كما أنّ الطلاق التعسفي واقعٌ شرعاً، مع إمكانية أن يطالب القاضي الزوج بدفع تعويضٍ إلى الزوجة؛ إن وجد في تطليقه إياها ضرر عليها.
إلا أنني أنصح أخيك أن يتأنى؛ ولا يسارع لهدم البيت، فإن الإنسان قد تأتيه عوارض مؤقتة ثم يندم بعد ذلك، ولعل سبب الكراهية هذا يزول لو تحدث مع زوجته وحاولا الوصول إلى حل يرضي الطرفان بدل الطلاق، والله أعلى وأعلم.