أنا فتاة عمري 15 سنة، وأصلي الصلوات المفروضة، وقرأت وصية النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الوتر، وأريد معرفة حكم صلاة الوتر، وهل صلاة الوتر فرض أم سنة؟
وهذا ما ذهب إليه الحنفيّة، فلا يجوز تركها في أيّ حالٍ، واستدلّوا على ذلك بما رواه بُريدة بن حصيب الأسلمي عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (الوِترُ حقٌّ فمَن لَم يوتِرْ فليسَ منّا، الوِترُ حقٌّ فمَن لَم يوتِرْ فليسَ منّا، الوِترُ حَقٌّ فمَن لَم يوتِرْ فليسَ مِنّا)، "أخرجه أحمد في مسنده" ووجه الدلالة في الحديث أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد بيّن أنّ الوتر واجبةٌ على جميع المسلمين.
وهذا ما قاله الإمام مالك والشافعيّ، وبناءً على ذلك فإنَّه لا يجوز التراخي في أدائها؛ فهي سنةٌ مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وعلى المسلم الحرص على الاقتداء بالنبي الكريم واتباع أثره ونهجه.
ودليلهم في ذلك ما جاء في سنّة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ ومنه ما أخرجه البخاري عن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلَّمَ-، فَإِذَا هو يَسْأَلُهُ عَنِ الإسْلَامِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ).
فلم يذكر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم- صلاة الوتر من ضمن الصلوات المفروضة؛ وعلى ذلك تكون سنةً لا فرضاً، وهي آكد ما سُنّ من الصلوات، وقد حرص النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- على أدائها والالتزام بها، وداوم عليها في جميع أحواله، وقال الإمام أحمد بأنّ من ترك صلاة الوتر مُتعمداً لا تُقبل شهادته.