أثناء قراءة سورة التوبة، لفتت انتباهي آية (حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله)، وأردت معرفة سبب نزولها، فما هو؟
حيّاك الله الأخ السائل، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: (بيْنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْسِمُ، جَاءَ عبدُ اللَّهِ بنُ ذِي الخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ، فَقالَ: اعْدِلْ يا رَسولَ اللَّهِ، فَقالَ: ويْلَكَ، ومَن يَعْدِلُ إذَا لَمْ أعْدِلْ قالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: دَعْنِي أضْرِبْ عُنُقَهُ، قالَ: دَعْهُ، فإنَّ له أصْحَابًا، يَحْقِرُ أحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مع صَلَاتِهِ، وصِيَامَهُ مع صِيَامِهِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ في قُذَذِهِ فلا يُوجَدُ فيه شيءٌ، قالَ: فَنَزَلَتْ فِيهِ: (وَمِنْهُمْ مَن يَلْمِزُكَ في الصَّدَقَاتِ) "التوبة: 58"). "متفق عليه"
فقد جاءت هذه الآية التي تسبقها لتبين حال المنافقين وسوء أدبهم مع النبي -عليه السلام- حال توزيعه للغنائم، ثم جاءت الآية التالية: (وَلَو أَنَّهُم رَضوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ سَيُؤتينَا اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَرَسولُهُ إِنّا إِلَى اللَّهِ راغِبونَ)، "سورة التوبة: 59" لتنبه هؤلاء المنافقين لو أنهم رضوا بقسمة الله ورسوله وقالوا كفينا الله وحده، وإنّا لله نعمل ونتضرع لكان خيراً لهم.