menu search
brightness_auto
more_vert

كنت أقرأ قصة لطفلي عن الأنبياء الكرام، وأخبرني أنه يرغب بسماع قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع الجن، وأنه سمع عنها من صديقه في المدرسة، ولم أجد القصة مذكورة في الكتاب الذي لدي، فما قصة النبي سليمان مع الجن؟

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert

حيّاكم الله -تعالى-، ونسأل الله لكِ ولابنكِ الهداية والتوفيق في الدنيا والآخرة، ونشكر لكم حرصكم على تعلّم قَصص الأنبياء؛ لما فيها من عبر ومواعظ، تساعد في صَقْل شخصيّة طفلكِ بطريقةٍ سليمة بإذنه -تعالى-، ومن هذه القَصص كما ذكرتِ قصّة سيّدنا سُليمان مع الجنّ.

وسليمان هو ابن داود -عليهما السلام-، وَرِث عن أبيه المُلك والنّبوة، وكان لسيدنا سليمان مُعجزات عجيبة، فكان يتكلّم مع الطّيور ويعرف لغتها، وسخّر الله -تعالى- له الرّياح، حتّى النمل كان يسمع همسه -عليه السلام-، ويفهم لُغته.

وممّا سخّر له ولم يُسخّر لأحدٍ من قبله ولا من بعده "الجنّ"، فجميع الجنّ كانوا مسخّرين له، وكان عنده قدرةٌ على أن يحبسَهم إذا عصوه، قال -تعالى-: (وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ* يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)، "سبأ:12-13".

وفي يوم من الأيّام اجتمع سُليمان بجنوده ولم يرَ طائر الهدهد من بينهم، ولمّا جاء الهدهد وقف بعيدًا عن سيدنا سليمان؛ خوفاً منه بسبب تأخّره عنه، وأردفَ قائلاً إنّه جاء من مملكة سبأ بأمرٍ مهم، وأوضحَ بأنّ هناكَ امرأةً اسمها بلقيس ملكة سبأ، ولها عرشٌ تجلس عليه للحكم، وهو ضخم ومرصّع بالجواهر واللآلىء.

وأوضح أنّهم يعبدون الشّمس، وقد أضلّهم الشّيطان، وصدّهم عن الطّريق الصّحيح، قال -تعالى-: (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ* وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) "النمل:23-24"، فتعجّب سُليمان -عليه السلام- من قول الهدهد، وقال أنّه سينظر إن كان صادقاً أو لا.

فكتب رسالةً إلى بلقيس، وطلب من الهدهد أنْ يقوم بإرسال هذه الرّسالة إليها؛ ليدعوها وقومَها للإيمان بالله، فجمعت بلقيس جماعتها وحاشيتها وشاورتْهم، فقالوا لها: إنّ الأمر متروكٌ لكِ، فاحكمي بما شئتِ، وعندها قرّرتْ بلقيس أنْ تأتيَ لسُليمان -عليه السّلام-، وعندما علم بذلك قال لأعيان الإنس والجنّ: مَن يأتيني بعرش بلقيس العظيم الموجود في سبأ قبل أن تأتي هي ووفدها؟

فردّ عِفريتٌ من الجنّ قائلاً: أنا سآتيكَ به قبل أن ينتهيَ المجلس، وقال الذي عنده علم الكتاب: أنا آتيك به قبل أن يرتدَّ إليك طرفُكَ، فنظر سُليمان -عليه السّلام- فإذا به يرى العرشَ مُستقرّاً عنده، فعندها شكر الله -تعالى- على نعمِه العظيمة.

قال الله -تعالى-: (قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ* قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَـذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) "النمل: 39-40".

وبعدها أمرَهم أن يقوموا بتغيير العرش، فغيّروا أماكنَ الجواهر التي فيه؛ لينظرَ إذا ما كانت ستهتدي له وتعرفُه أم لا، فلمّا دخلتْ أراها العرش، وسألها أهكذا عرشكِ؟! فأجابت: كأنّه هو، أي لم تكن متأكّدة من ذلك، وأخبرت بلقيس سيّدنا سُليمان أنّها كانت قد آمنت به من قبل معجزة إحضار العرش، وذلك بسبب ما جرى مع الهدهد، وأنّها كانت مؤمنةً به منذ ذلك الوقت.

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

اسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
...