أنا امرأة متزوجة، وللأسف في لحظة ضعف مني قمت بفعل الزنا مع رجل غير متزوج، وأريد أن أتوب من الذنب، فما حكم الزنا للمرأة المتزوجة وكيف يمكن تكفير الذنب والتوبة منه؟
حيّاك الله السائلة الكريمة، وأسأل الله أن يغفر لكِ ما تقدم من ذنبك وما تأخر، إنّ الزنا من الكبائر، وزنا المتزوج أعظم من زنا غير المتزوج وعقوبته أشد؛ لأنّ المتزوج مُحصن، يقول -تعالى-: (وَلا تَقرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبيلًا). "الإسراء: 32"
ومن رحمة الله -تعالى-، وحلمه، ورأفته بالعباد أنّه جعل باب التوبة مفتوحاً لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، والله -عز وجل- يفرح بتوبة العبد ورجوعه عن الذنب الذي ارتكبه، ومن تاب توبة صادقة تاب الله -تعالى- عليه، والتوبة لها شروط ويترتب عليها ما يأتي:
• ترك الذنب والإقلاع عنه.
على التائب أن يترك الذنب، ويبتعد عنه ويتخلّص من كل ما يتعلق به ويوصله إليه، فشارب الخمر يُقلِع عن شربه، ويبتعد عن الأماكن التي يُشرب فيها ويباع، ويتلف زجاجات الخمر وما يتعلق بها، ويقطع علاقته بمن يعينه، ويأخذ بيده إلى هذا الطريق.
• الندم على الذنب.
الشعور بالأسف، والندم، والحُرقة على ما مضى، وعلى المعصية التي ارتكبها لا أن يفاخر بها نفسه وغيره، وألّا يُجاهر بها أبداً.
• العزم على عدم الرجوع إليها.
الصدق في التوبة وعقد النية على عدم الرجوع إليها كرة أخرى.
• أن تكون التوبة قبل الموت، وقبل طلوع الشمس من مغربها.
توبة العبد المقبولة تكون قبل غرغرة الموت، وقبل طلوع الشمس من مغربها.
ولا بدّ أن تُلحَق التوبة بمكفّرات الذنوب، والمسارعة إلى الخيرات، ومنها:
• الحفاظ على الفرائض والإكثار من النوافل
يقول الله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكرى لِلذّاكِرينَ)، "هود: 114" الحفاظ على صلاة الفرض، والإكثار من النوافل، وقيام الليل.
• اتباع السيئة الحسنة.
يقول الله -تعالى-: (إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ)، "هود: 114" كالصدقة، والزكاة، والصوم.
السائلة الكريمة، قد منّ الله -عز وجل- عليك بالندم والرجوع إليه وسَتَرَ عليك، فاستري أنت على نفسك ولا تخبري بذنبك أحداً، ولا بد لك من غض بصرك، وحفظ فرجك لزوجك، وعليك الإحسان إليه وطاعته وحسن التبعّل له؛ بحسن التزين والتجمل، والتطيب له وخلافه، وتفقده والاهتمام بشؤونه، وحثّ أبنائك على برّه وطاعته.